أعلنت قوات
الاحتلال مساء الثلاثاء حظر التجوال في حي "رأس العامود"، بمدينة
القدس المحتلة، مع تواجد عدد كبير من المستوطنين بحراسة أمنية مشددة، ودعوات إسرائيلية للانتقام.
وفي تحد لقرار حظر التجوال خرج العشرات من الشبان المقدسيين إلى الشوارع، واشتعلت
المواجهات في جميع أحياء مدينة القدس، والتي تخللها إلقاء العديد من الزجاجات الحارقة على قوات الاحتلال في بلدة العيزرية، صور باهر وحي رأس العامود، وإطلاق شبان مقدسيين الألعاب النارية تجاه البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي حي سلوان، وتسببت تلك المواجهات بإصابة العديد من قوات الاحتلال.
وانطلقت مسيرات منددة بالموقف "المخزي"، للرئيس أبو مازن الذي أدان العملية في الكنيس اليهودي، وهتف المشاركون خلال مسيرة بمخيم الدهيشة في بيت لحم "يـا عباس يا جبـان يلا أرحل يا للعار".
في الوقت الذي تدهورت فيه الحالة الصحية لشاب مقدسي بعد إصابته بجروح خطيرة من قبل قوات الاحتلال في حي الطور، فيما أعلنت حالة الطوارئ في مستوطنة "عدي عاد" شمال رام الله تخوفا من عمليات فلسطينية، وذلك بعد رصد كاميرات المراقبة "تحركات مشبوهة"، وذلك بحسب الإعلام الإسرائيلي.
من جهتهم، تظاهر العديد من المستوطنين بالقرب من المحطة المركزية احتجاجا على العملية التي نفذها الشهيدين غسان محمد أبو الجمل 27 عاما، والشهيد عدي عبد أبو الجمل 22 عاما، والتي استهدفت كنيسا يهوديا يقع بالقرب من متجر متنقل لهما، وقتل خلال العملية خمسة من اليهود المتدينين وجرح العديد، وتبنى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كتائب أبو علي مصطفى العملية.
وهتف المستوطنون "الموت للعرب"، داعين "لذبح"، الأطفال الفلسطينيين، ووزعت إعلانات تدعو لأداء طقوس تلمودية عند باب العامود صباح الأربعاء.
واستقبل بعض المقدسيين على أجهزة الاتصال الخاصة بهم "رسائل صوتية عشوائية"، تدعو كافة اليهود "للإضراب غدا والتوجه للقدس، ومهاجمة الفلسطينيين وذبح أطفالهم".
وقامت قوات الاحتلال باعتقال ما يزيد عن 12 من أقارب الشهيدين من الدرجة الأولى، وتمكنت وحدة المستعربين في جيش الاحتلال من اعتقال شابا فلسطينيا خلال المواجهات في جبل المكبر في القدس المحتلة.
وما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم العديد من بيوت المواطنين المقدسيين في مختلف أحياء القدس بحثا عن "متظاهرين".