تشتكي الأردنية ولاء حمدان من وجود مشاكل عديدة مع أهل زوجها، وتقول "أحاول قدر الإمكان أن أتجاوزها ولكنني أصبحت أعاني من آلام في المعدة من شدة الضغط النفسي".
وتضيف حمدان لـ"عربي21" مهما قدمت لأهل زوجي أبقى في نظرهم مقصرة، ويطلبون المزيد.
يواجه العديد من الأزواج مشاكل في التعامل مع أهل الزوج أو الزوجة، لاختلاف طريقة المعيشة من بيت لآخر، واختلاف
التربية والظروف التي يخضعون لها.
تقول أخصائية علم النفس والإرشاد التربوي الأردنية هند ناصر الدين: "ما تقدمه الزوجة لأهل الزوج بداية يكون إرضاءً لرب العالمين، ومن بعدها احتراما لذاتها ولمن حولها.. فهي تقدم بقدر ما تحب المساعدة وحب الغير. ولا نغفل أن القلب جُبِلَ على حب من أحسن إليه".
وقد يكون هناك خلل في التواصل بين الزوجة وأم الزوج. وتظن الزوجة أن ما تفعله صحيح وكافٍ، وغيرها يراه بشكل مختلف.
فالأصل أن المساعدة تغيّر في النفوس، لكن إن لم تغير، فقد يعود هذا لأسباب منها سوء إيصالها. بمعنى أن على الأزواج تعلم مهارات الاتصال، والتفاعل مع غيرهم، بحسب ماقالت الأخصائية لـ"عربي21".
كسب الودّ والتجاوز
وفي ذات السياق ذكرت الأردنية إبتسام التلّ وهي أم لخمسة أطفال، أن هناك العديد من الطرق الممكن تطبيقها لتكسب الزوجة حب أهل زوجها. فكسب الود ليس بالأمر الصعب ولكن يحتاج لأسلوب تعامل مع كل شخص حسب طبيعته.
وتستطيع الزوجة التكيّف والتأقلم مع أهل زوجها مع الوقت، وأن تعرف كيف تتعامل مع كل شخصية بحسب المفتاح الخاص فيها، بعد معاشرتها بعدة مواقف.
وتتابع التلّ لـ"عربي21" أنا أعيش مع أهل زوجي منذ سنوات، ببداية حياتي واجهت عدة مشاكل واستطعت تجاوزها مع الوقت.. كنت أتناسى التصرفات السيئة بحقي، وأقابلها بابتسامة، وأحاول ملاطفتهم قدر الإمكان.
وعلمت التلّ أن زوجها ليس لها فقط، وأن لأهله حق أيضا به. فهناك الكثير من الزوجات اللواتي لا يقبلن أن يجلس أزواجهم مع أهلهم لوحدهم، حتى لا تنفرد الأم بابنها وتحرضه على زوجته بحسب ما يقولون، وهذا باعتقادها غير صحيح دائما، ويثير الحنق والغيظ. فعلى الزوجة منح الزوج ووالديه وقتا خاصا بهم.
وأوضحت الأخصائية هند ناصر الدين لـ"عربي21" أن خوف الزوجة من جلوس زوجها مع والديه لوحدهم يدل على وجود مشكلة في ثقتها بنفسها، وبما تفعل حيالهم.
فعلى الزوجات أن يفهموا أن الأم بحاجة للجلوس مع ابنها في بعض الأوقات بحسب ما قالت فاطمة الحلو وهي أم لثلاثة أولاد متزوجين.
وتضيف الحلو لـ"عربي21" الزوجة الذكية هي من تكسب ود كل من حولها، وبالنهاية هي المستفيدة بدرجة أولى من هذا..
فمن وجهة نظرها أنه "من المستحيل تقديم الخير للناس دون أن يثمر في قلوبهم، ولو بعد حين".. وتقترح الحلو بعض الأمور على المرأة فعلها مثل تجنب المواقف المؤدية للمشاحنات، ووضع الحدود اللازمة والمناسبة في التعامل. ومن اللفتات الطيبة والمحببة أن تقوم الزوجة بدعوة والدي زوجه إلى منزلها حتى في عدم وجود الزوج، ليشعرا بأنها ودودة وقريبة منهما".