يكشف الإعلان عن وصول 1500 جندي أمريكي إلى
العراق ضمن دفعة جديدة سبقتها دفعات أخرى تضمنت نشر المستشارين والمدربين الامريكيين لدعم القوات الأمنية العراقية التي تحارب تنظيم "
داعش"؛ عن تنسيق أمني على مستوى كبير بين بغداد وواشنطن لدعم حكومة حيدر العبادي.
ومع أن انتقادات وجهت للتحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما اعتبر "إخفاقا" في مواجهة تهديد داعش في العراق، خاصة في بدايات تشكيل التحالف، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت فاعلية طيران التحالف بتعقب تحركات تنظيم داعش في المناطق الذي يتمدد فيها، ومنها محافظة الأنبار مترامية الأطراف، وتحديدا في الجزء المتاخم للحدود السورية.
وقال المحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد العبودي لـ"عربي" 21" إن زيادة وجبات المستشارين والمدربين الأمريكيين للعراق، بالإضافة إلى تواجد طائرات الأباتشي في القواعد الجوية العراقية وتحليق الطيران الجوي للتحالف، يزيد من معنويات قوات الجيش العراقي التي فقدتها في الأشهر الماضية بسبب سوء الإدارة والتسليح وغياب الخطط والتنسيق.
وأضاف أن استمرار تدفق الجنود الأمريكيين إلى القواعد الجوية أعطى انطباعا للجندي العراقي وقادة الجيش بأنه لا يمكن لداعش أن تقدر على مهاجمة القواعد والقطعات العراقية، وهي شحنة معنوية شجعت على مهاجمة تنظيم داعش وإيقاع الخسائر في صفوفه.
ويجرى الحديث عن مؤشرات إيجابية في الأسبوعين الماضيين لصالح قوات الجيش العراقي في الإمساك بالأرض، بعد مشاركة قوات ومتطوعي العشائر العراقية خاصة في الأنبار وصلاح الدين، حيث ما تزال نينوى تنتظر ان تشهد معركة فاصلة بين الجيش وتنظيم داعش.
وضمن هذا التطور في التنسيق العسكري بين العراق والولايات المتحدة، فإن خطة جديدة وضعت من قبل القوات الأمنية العراقية مع المنسقين الأمريكيين لعزل ساحة العراق عن سورية وتقييد حركة تنظيم داعش.
وقال قائد شرطة الأنبار كاظم أبو كف إن الخطة الجديدة بين القوات الأمنية العراقية والجيش الأمريكي تقوم على وجود مراقبة أمنية مستمرة عبر الطيران الجوي والأقمار الاصطناعية للحدود العراقية السورية، بغية تقييد حركة انتشار عناصر تنظيم داعش ما بين البلدين.
وأضاف أن هذه الخطة وإن كانت بالأساس موجودة وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من مسلحي داعش، وتمثل آخر عملياتها في استهداف طيران التحالف الدولي لاجتماع بزعامة أبو بكر البغدادي في منطقة الرمانة في القائم، والذي يتوقع أن يكون من بين القتلى – حسب قوله - فإن وجود المنسقين كان لهم دور فاعل في رسم الخطط الأمنية الناجحة.
وأردف قائلا: "لكن في الأيام المقبلة ستكون الخطة أكثر تشددا ودقة في رصد حركات تنظيم داعش، وسيكون لها نتائج إيجابية في قتل كل من يقترب من الحدود، وكذلك في حصر تحركات هؤلاء الإرهابيين" وفق قوله.
وقال اللواء أبو كف إن مسلحي داعش يتجنبون التنقل عبر المعابر الحدودية لسهولة رصدهم، ويعتمدون على الامتدادات العشائرية بين القائم العراقية والبوكمال السورية للتنقل لعدم وجود حدود واضحة بينهما.
وأشار إلى أن ذلك "شجع القوات الأمنية العراقية للبدء بالهجمات ضد مسلحي داعش الذين تحول موقفهم إلى التراجع للخلف، وهروب قياداتهم من ساحات القتال وترك الشباب المغرر بهم أمام نيران القوات الأمنية" حسب تعبيره.