فيما يمثل دليلاً آخر على يأس
الإسرائيليين من الرهان على خيار القوة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، رفضت مستوطنات يهوديات قتل أزواجهن وأبناؤهن في الحرب الأخيرة على
غزة حضور اجتماع نظم الأحد، في عسقلان المحتلة بسبب مشاركة وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون.
وذكرت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية، الإثنين، أن النساء الثكلى تظاهرن أمام مقر الاجتماع، احتجاجاً على مواقف الحكومة الإسرائيلية الرافضة للتسوية مع الشعب الفلسطيني.
وشددت اليافطات التي حملتها النساء على أن الحرب على غزة دللت على بؤس الرهان على خيار القوة كآلية لحل الصراع، مطالبات بتبني الحكومة الإسرائيلية لمسار سياسي آخر يفضي إلى حل الصراع بالطرق السلمية.
واتهمت النساء يعلون شخصياً بالمسؤولية عن إضفاء تشدد على مواقف الحكومة الإسرائيلية، منوهات إلى أنه ليس مؤهلاً لإلقاء كلمة تشارك نساء فقدن أزواجهن وأقاربهن بسبب مسؤوليته عن عدم منع اندلاع الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى المستوطنين الذين حضروا الاجتماع اعترضوا على يعلون بسبب أدائه خلال الحرب.
وذكرت الصحيفة أن عدداً من المستوطنين قاطعوا كلمة يعلون قائلين: "إنه من الوقاحة أن تكون لديك الجرأة على الحضور أمامنا في الوقت الذي سحبت الجنود وتركت المستوطنات بدون حماية".
وأعاد المستوطنون للأذهان حقيقة أن يعلون أمر بعد الحرب بسحب قوات الحماية التي تحرس المستوطنات، مما أثار حفيظة المستوطنين.
المستوطنون يهاجرون ونتنياهو يتهاوى
وكان تحقيق أجرته صحيفة "معاريف" مؤخراً دلل على تفشي ظاهرة هجر المستوطنات في محيط القطاع وانتقال المستوطنين فيها للإقامة في منطقة الجليل، شمال فلسطين.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من انتهاء الحرب، فإن تدني الشعور بالأمن الشخصي لازال مسيطراً على غالبية المستوطنين.
من ناحية ثانية عزا
بن كاسبيت، كبير المعلقين في صحيفة "معاريف" تهاوي شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إلى فشله في الحرب الأخيرة على القطاع.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة، نوه كاسبيت إلى أن استطلاعات الرأي العام التي أجريت أشارت إلى أن أكثر من 70% من "الإسرائيليين" باتوا يرون أن نتنياهو ليس مناسباً لمواصلة تبوء منصب رئيس الوزراء.
ويذكر أن أكثر من 60% من الصهاينة كانوا يعتبرون نتنياهو قبل الحرب السياسي الأكثر مناسبة لتولي المنصب.
وخلص كاسبيت إلى القول أن شعار "نتنياهو قوي في مواجهة
حماس"، الذي كان يرفعه نتنياهو لم يعد يصدقه أحد، وأنه فقد سمعته كمرجعية أمنية.