صعّد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة
حفتر، هجومه على بنغازي منذ الأربعاء الماضي، على أحياء بنغازي، ما أدى لنزوح الكثير من العائلات من بيوتها داخل المدينة وخارجها.
كما شهدت مدينة بنغازي حالة من الأحداث الساخنة إثر الاشتباكات داخل الأحياء الكبرى بين قوات اللواء حفتر وقوات مجلس شورى
ثوار بنغازي.
وتركزت الاشتباكات الأخيرة في أكبر أحياء مدينة بنغازي "الصابري" و"السلماني" ذات الكثافة السكنية، واستخدمت فيها قوات حفتر الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء، يساندها ما يعرف "بالصحوات"، وهم عدد من أصحاب السوابق والمجرمين في بنغازي، بالإضافة لعدد من المتطوعين من شرق البلاد، كما تمركزت قوات شورى الثوار داخل الأحياء بمساندة العديد من شباب الأحياء لصد هجوم قوات حفتر وعدم تمكينه من السيطرة.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مركز بنغازي الطبي، دون معرفة هوية القتلى وانتمائهم.
وفي هذا السياق، يشار إلى أن أكثر من خمسة أشخاص من عائلة في حي "الماجوري" قضوا بسقوط قذيفة "هاون" على خيمة عزاء.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 3000 عائلة نزحت غرب البلاد، بالإضافة إلى وجود حالة نزوح شرق البلاد، وأيضا داخل المدينة نفسها. وبحسب التقديرات فإن المناطق التي تشهد نزوحا هي (قنفودة ، وقاريونس، وطابلينو، بوصنيب، شارع فينسيا، الحي الجامعي، الصابري، السلماني، اللثامة).
ويرى مراقبون أن تصعيد القتال داخل الأحياء في بنغازي من قبل قوات حفتر جاء على خلفية هزائم متتالية على أكثر من محور، وأيضا عدم تحقيق هدف من أهداف عملية الكرامة و"انتفاضة أكتوبر" التي دعا إليها منتصف الشهر الجاري.
ومن زاوية أخرى، تشير التقديرات إلى أن قادة عملية الكرامة تحاول الوصول إلى "ساحة الحرية" الواقعة شمال مدينة بنغازي، وهنا تستميت أي قوات "حفتر" في تمهيد طرق آمنة للوصول إليه من ناحية حي "الصابري" الواقع على ساحل المدينة، وأيضا من ناحية حي " السلماني" الواقع وسط المدينة، وكلا الطريقين يؤديان إلى "ساحة الحرية" في بنغازي، وفق المراقبين.
وفي ذات السياق، رشحت أنباء غير مؤكدة عن وصول أكثر من 50 سيارة مسلحة من غرب
ليبيا لتعزيز قوات مجلس شورى الثوار في بنغازي، كما يرى البعض أن "انتفاضة 15 أكتوبر" هي محاولة للسيطرة على بنغازي للتأثير في قرار المحكمة العليا في دستورية برلمان طبرق، بعد رفع دعوى عليه من قبل البرلمانيين المقاطعين له.
ومن ناحية أخرى، أكدت عدة مصادر سيطرة مجلس شورى الثوار على معسكر 21 صاعقة التابع لقوات اللواء حفتر، وأجبرت عناصره على الانسحاب واللجوء إلى الأحياء السكنية الآهلة بالسكان، في حين جرت اشتباكات عنيفة في شارع فينسيا ومحيطه بين قوات شورى الثوار ومعسكر 204 دبابات التابع للواء حفتر.
وبحسب مراقبين، قد تتغير قواعد اللعبة على الأرض، ومن الممكن أن نشهد تغيرات كبيرة خلال أيام قليلة قد تكون في مصلحة مجلس شورى الثوار إذا لم يعزز اللواء "حفتر" من قواته.
من جهته، قال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "المركز تلقى خلال الساعات الـ24 الماضية 21 قتيلا بسبب المعارك والاشتباكات وأعمال عنف متفرقة، إضافة إلى الرصاص العشوائي".
وأضاف أن المركز "تلقى الجمعة 11 قتيلا، فيما تلقى السبت عشرة قتلى بينهم سيدتان وطفلة نتيجة الرصاص العشوائي، كما أن الهلال الأحمر انتشل جثث ثلاثة أشخاص بينهم إعلاميان تم اغتيالهم في أماكن متفرقة من المدينة، إضافة إلى أربعة عسكريين قتلوا خلال المعارك".
وقال مصدر في مستشفى مدينة المرج (100 كلم شرق) إن "المستشفى استقبل الجمعة والسبت 15 قتيلا في صفوف قوات حفتر".
ومنذ اندلاع المعارك في بنغازي في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قتل نحو 254 شخصا.
وأوضح المصدر في مركز بنغازي الطبي أن "المركز تلقى منذ بدء الاشتباكات منتصف الشهر 223 قتيلا"، فيما توزع بقية القتلى على مستشفيات أخرى.
وفي ذات السياق، قال متحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة في المليشيات الموالية لحفتر إن "هذه القوات تحرز تقدما على المحور الجنوبي الشرقي للمدينة بعد سيطرتها بالكامل على منطقة بنينا، حيث يقع مطار مدينة بنغازي".
فيما قال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة لللمليشيات الموالية لحفتر، العقيد أحمد المسماري، إن "مدينة بنغازي أصبحت بين فكي كماشة وليس أمام الإسلاميين المطلوبين سوى تسليم أنفسهم أو الموت إن حاولوا توجيه بنادقهم نحونا"، يقصد ثوار بنغازي.
ومنذ صباح الخميس، تدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي وخصوصا في حي الصابري.
وتخوض المليشيات الموالية للواء حفتر منذ منتصف الشهر الماضي حرب شوارع طاحنة، واشتباكات عنيفة مع مسلحي ثوار بنغازي في مدينة بنغازي في محاولة للسيطرة على المدينة.
ليبيا تغلق مطار الأبرق شريان الحياة في الشرق
في سياق متصل، قال مدير
مطار الأبرق الدولي، أبو بكر العبيدي، السبت، إن إطلاق الصواريخ أجبر السلطات على إغلاق المطار الذي يمثل الباب الرئيسي إلى شرق ليبيا الخاضع لسيطرة الحكومة الليبية.
وأضاف العبيدي أن المسلحين أطلقوا مرارا صواريخ جراد على المطار الواقع شرقي بنغازي، وتم تعليق جميع الرحلات لأسباب أمنية.
ومطار بنغازي مغلق منذ أيار/ مايو الماضي، ما يعني أن إغلاق مطار الأبرق سيجعل شرق البلاد معتمدا فقط على مطار في طبرق، حيث مقر مجلس النواب، مع الأخذ في الاعتبار خطورة الطرق في شرق ليبيا.
وتشهد بنغازي أوضاعا إنسانية صعبة، فالأسواق المورِدة للأغذية أغلقت بالكامل، كما أغلق مستشفى الولادة العام في بنغازي أبوابه نتيجة وقوعه في مواقع الاشتباكات، كما تغرق المدينة في الظلام نتيجة لانقطاع الكهرباء في كثير من الأحياء، وينذر الوضع بتفاقم الأزمة بسبب إغلاق الميناء البحري في المدينة؛ إذ جل المدن في شرق ليبيا وخاصة بنغازي تعتمد اعتمادا كليا عليه في المحروقات والسلع التموينية وغاز الطهي وغيرها من المواد الأساسية.