"اقتراب ساعة الصفر لدحر
الإرهاب فى
سيناء.. الجيش يضع اللمسات النهائية لعملية عسكرية في سيناء.. رئيس الأركان يقود المعركة بنفسه على الأرض"، تلك هي أبرز التصريحات والعناوين التي تتصدر وسائل الإعلام
المصرية منذ هجمات الجمعة الماضية في شمال سيناء، والتي أسفرت عن مقتل 31 وإصابة 41 من جنود الجيش، ما جعل مؤيدي الرئيس عبد الفتاح
السيسي يتوقعون أن تكون تلك العملية الأخيرة من نوعها.
وفي حين كان الجميع يتابع مشاهد تهجير أهالي الشريط الحدودي مع غزة وتدمير بيوتهم واستمرار عمليات المداهمة وقتل المشتبه بهم، وقعت عملية جديدة مساء الجمعة حيث استهدفت إحدى مدرعات الجيش بقذيفة صاروخية أوقعت 7 مصابين جروحهم خطيرة.
وهذه العملية هي الأولى منذ فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال بشمال سيناء منذ السبت الماضي، كما أنها وقعت أثناء حظر التجول الذي تطبقه القوات المسلحة من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحا.
ولم تكن هذه هي العملية الوحيدة التي تمت الجمعة، إذ تمكنت قوات الأمن من إحباط محاولة لتفجير رتل عسكري أثناء سيره على طريق الشيخ زويد - الجورة، بعد أن اكتشف الأهالي وجود عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق.
لم نبدأ بعد
وقال المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، -عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"- إن المدرعة تعرضت لإطلاق قذيفة (آر. بى .جى) أثناء تنفيذ إحدى مهام مكافحة الإرهاب على طريق (العريش - المطار)، نتج عنه إصابة 7 من رجال القوات المسلحة تم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري لتلقى العلاج اللازم.
وتجرى عناصر القوات المسلحة فى شمال سيناء خلال الوقت الراهن تحقيقا فى الحادث للتعرف على أسبابه التفصيلية وكيفية اختراق العناصر المسلحة لحظر التجوال، وتنفيذ العملية ضد القوات.
وأكد المتحدث أنه تم دفع الجيش بتعزيزات إضافية للمنطقة التي شهدت الحادث من قوات الصاعقة والشرطة العسكرية، كما تمشط طائرات الأباتشي مدينتي الشيخ زويد والعريش، فيما تنتشر المدرعات على الطرق الرئيسة والفرعية التي تربط العريش بالشيخ زويد.
وقالت صحيفة "الوطن" إن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الجناة يتبعون لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وأنهم كانوا متواجدين في مدينة "رفح"، ونزحوا إلى العريش بعد إخلاء السكان من الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
وأوضح مصدر عسكري أن العمليات الميدانية الكبرى ضد "الإرهاب" بشمال سيناء، لم يتم البدء فيها حتى الآن، انتظارا لتحقيق أهداف عملياتية وتكتيكية تقوم بها القوات البرية والأفرع الرئيسية لتأمين نطاق العمليات، من أجل إلحاق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف من سماهم "الجماعات الإرهابية المسلحة".
وقال إنه سيتم تنفيذ عمليات نوعية في توقيتات متزامنة، متوقعا أن تشهد الساعات القليلة المقبلة عمليات مكثفة لقوات الجيش الثانى ضد "الإرهاب" فى سيناء.
وأشار المصدر إلى أن الجماعات "الإرهابية" المسلحة لديها أجهزة اتصال متطورة تمكنها من تعقب تحركات القوات على الأرض ورصدها، بالإضافة إلى معاونة أجهزة مخابراتية دولية لها عبر إمدادها بتحركات قوات الجيش والشرطة فى سيناء بشكل دقيق، "الأمر الذى يسهل من مهامهم الإجرامية"، على حد وصفه.
وأكد أن عملية اليوم هدفها النيل من الروح المعنوية للقوات المشاركة فى تطهير سيناء من "الإرهاب"، والتأكيد على أن "العناصر الإرهابية ما زالت موجودة ومؤثرة رغم وصول قوات الدعم إلى ميدان القتال منذ أكثر من خمسة أيام"، مضيفا أن العملية تهدف كذلك إلى "التأكيد على أن العناصر الإرهابية ما زالت موجودة وقادرة على تنفيذ عمليات قوية بالرغم من حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروض على سيناء".