بايع أحد المسؤولين "الشرعيين" البارزين في جبهة
النصرة في
الساحل السوري تنظيم "
الدولة الإسلامية" (
داعش) في الشمال السوري، فيما قال أحد المقاتلين المبايعين للتنظيم إن هناك بضع مئات من المقاتلين بانتظار عودة التنظيم الى الساحل، مشيرا إلى أنهم يتلقون الآن الدعم والأوامر من قادة التنظيم في الرقة.
وأكد المقاتل الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة أو التصفية، لـ"عربي 21"، إنه موجود في جبل الأكراد بريف
اللاذقية مع مقاتلين آخرين، وإنهم يتلقون الدعم المادي والتعليمات من كبار قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة، مؤكدا أنهم سيعودون إلى كافة المناطق التي تركوها سابقا.
وتحدث المقاتل عن السرقة والنهب والفلتان الذي يعيشه ريف اللاذقية في هذه الأوقات، معتبرا أن هذه الحالة لم تكن سائدة أثناء وجود التنظيم في بداية العام الحالي.
من جهة أخرى، كُشف النقاب عن انضمام "الشرعي" السابق في جبهة النصرة سلمان العرجاني؛ إلى تنظيم "داعش"، بعدما كان قد انتقل من حركة "شام الإسلام" إلى "النصرة" التي سلمته "دار القضاء".
وكان العرجاني قد قدم من السعودية لـ"الجهاد" في سورية. وبعد إعلانه مبايعة التنظيم انتقل إلى مناطق سيطرته في الشمال السوري.
وكان العرجاني "شرعيا" في حركة "شام الإسلام"، حيث تم تعيينه ممثلا للحركة في قرية الكندة على تخوم جبل الأكراد من جهة ادلب، لكنه كان يطلق تهمة "الكفر" على العديد من الشباب، ما أثار استياء أهالي القرية الذين احتجوا على سلوكه وعلى "حركة شام".
وبحسب ناشطين، فقد قامت حركة "شام الإسلام" بطرد العرجاني بسبب سلوكه غير المقبول كما وصفه أهالي القرية الذي كرروا الشكوى منه. وبعد ذلك أقامت جبهة النصرة محكمة "دار القضاء" وعينت فيها عدّة قضاة شرعيين ومنهم العرجاني الذي لم يُحسب بشكل مباشر عليها كي لا تحسب تصرفاته على النصرة.
بدوره، قال قائد ميداني فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إن العرجاني يتبع سلوك تنظيم داعش ويتصف بغلوه في تكفير "العوام".
وقد أغلقت "دار القضاء" أبوابها قبيل الضربات الجوية للتحالف الدولي على مواقع داعش وجبهة النصرة، على خلفية مشكلات عديدة للعرجاني نصيب منها، لا سيما قضية استدعاء "أبو خالد الأموي".
وأعلن العرجاني مؤخرا على صفحته على "الفيسبوك" مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية" والتحاقه به. وجاءت مبايعته هذه بعيد انضمام أحد الشرعيين الكبار في جبهة النصرة للتنظيم، ويدعى "سعد الحنيطي"، وهو أردني، وكان المسؤول والمؤسس الأول لمجلس دار القضاء الأعلى، وهو من قام بتعيين العرجاني في دار القضاء في الساحل السوري.
ويشهد الساحل السوري تطورا لافتا هو الأول من نوعه، تمثل في اتحاد ثلاثة فصائل عسكرية تتبع للجيش الحر، وأبرزها "لواء العاديات"، لتشكيل أكبر فصيل للجيش الحر في الساحل.
وأكد قائد هذا التشكيل النقيب محمد حاج علي؛ أن هدفه الرئيسي هو رفع المعاناة عن الشعب السوري وإسقاط نظام بشار الأسد، كما وعد بأن يكون هناك عمل عسكري قريبا ضد النظام.
وبحسب ناشطين، يترقب أهالي الساحل الأحداث في ريف إدلب، حيث أن أي سيطرة لـ"جبهة النصرة" أو عودة لتنظيم داعش الى تلك المنطقة ستتأثر بها منطقة الساحل، كونها آخر الأماكن التي ترتبط بالشمال، كما أنها قريبة من المعقل للنظام السوري، وهذا الأمر يستخدمه النظام كفزاعة أمام مؤيديه، لكي يمنع أي محاولة للخروج ضده خاصة بعد تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة المتضررين من أبناء الطائفة العلوية في اللاذقية، مع ازدياد أعداد القتلى بين أبنائها المنخرطين في قوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بها.