تواصل حالة الاستياء الكبيرة في أوساط
المعارضة السورية في الداخل، بسبب ما يصفونه بـ"ازدواجية"
التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" (داعش)، في التعامل مع الشأن السوري، متهمين إياه بتضخيم أهمية مدينة عين العرب (
كوباني) السورية، وإعطائها زخما إعلاميا، فيما تتجاهل بقية المدن السورية المحاصرة.
وشنت طائرات التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة"، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، قصفا مكثّفا على مواقع "تنظيم الدولة"، على الطرف السوري من معبر "مرشد بينار"، في مدينة كوباني، التابعة لمحافظة حلب شمالي
سوريا.
وينتقد المعارضون تركيز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة كوباني، وتدخلها السريع وقصفها لمواقع "تنظيم الدولة" في المدينة، فضلا عن إسقاط التحالف للسلاح والمؤون إلى المقاتلين الأكراد عبر المظلات.
وفي المقابل، هناك صمت، وعدم مبالاة بحصار النظام لعدد كبير من المدن، والبلدات السورية منذ زمن طويل، وصل بعضها إلى عامين، كما في غوطة دمشق الشرقية، التي يعاني سكانها أسوأ الطروف الإنسانية، فيما لا يزال "تنظيم الدولة" يهاجم الكثير من مناطق المعارضة، ويسيطر على أجزاء كبيرة منها، وهو ما قابله التحالف بغض الطرف، والتجاهل.
وقال قائد لواء أحرار معرة النعمان، أحمد غازي الشلح إنه "على مدار الثورة منذ ثلاثة أعوام تعرض المواطنون في الكثير من المدن السورية للحصار كحمص، والقصير، والغوطة، ومنهم من مات جوعا، ولم تكلف الولايات المتحدة نفسها عناء إسقاط مظلة واحدة تحتوي على الغذاء، بينما لم تتوانى عن إلقاء السلاح، والغذاء، والمساعدات الطبية، للمقاتلين الأكراد في عين العرب".
بدوره أوضح القائد في أحرار الشام، عمر الجندي، أن التركيز على كوباني، يرمي إلى الضغط على تركيا، بسبب موقفها الداعم للشعب السوري، واتهم الولايات المتحدة بعقد اتفاقيات سرية، واصفا ما يجري بالمنطقة باللعبة الكبيرة، وأن الخاسر الوحيد هو الشعب السوري.
وأعرب القائد العسكري في جبهة النصرة، محمد علوان، عن اعتقاده "بأن تركيا لن تسمح بمرور تسليح الأكراد عبرها"، معتبرا أن "سوريا أصبحت أرضا لتصفية الحسابات بين جميع الدول".
من جانبه أشار رئيس رابطة الشباب المثقفين في معرة النعمان، ظافر محلول، إلى أنه مضى على الثورة السورية أكثر من ثلاث سنوات، وحوصرت مدن كثيرة دون مبالاة من دول العالم.
ووصف محلول تدخل دول التحالف السريع في كوباني، وصمتها عما يجري في بقية المناطق السورية "بالأمر المثير للاشمئزاز"، لافتا إلى أن إسقاط السلاح للمقاتلين في كوباني، لم يمر عبر "الكونغرس" الأميركي ولا مجلس الأمن، في إشارة إلى تذرع الإدارة الأمريكية دائما بالحصول على موافقة الكونغرس، ومجلس الأمن لدى طرح مسألة تسليح المعارضة السورية.
وتساءل السوري في مدينة معرة النعمان، مصطفى الشيخ سعيد، عن سبب تخاذل التحالف للثورة السورية، في مقابل تضخيم ما يجري في مدينة عين العرب كوباني، لدرجة أنه بات اسم المدينة مشهورا، ويعرفه الجميع؟.