بطريقة أو بأخرى كانت التسديدة هائلة ولا شك. لم يكن
سانتياجو فيرجيني يعاني أي ضغط والكرة تتهادى أمامه داخل منطقة جزاء فريقه سندرلاند واقترب هو منها وكله تركيز على المهمة البسيطة التي تنتظره وهي إبعادها عن منطقة الخطر.
لكن وفي مشهد غريب اختار المدافع التسديد بلمسة مباشرة لتدور الكرة وتسكن شباك فريقه.
ولم يكن بوسع حارسه فيتو مانوني سوى افتراش الأرض وهو يشاهد واحدا من أعظم الأهداف التي يمكن تسجيلها بطريق الخطأ في استاد سانت ميري الخاص بساوثامبتون قبل أن ترصده عدسات الكاميرات يهز رأسه بأسى بالغ.
وبدا وكأن وجهه يصرخ اعتراضا في لقطة وقفت كرمز لمشهد طريف في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويثور التساؤل: ألم يعد هناك من يجيد
الدفاع؟
ولم يكن الحزن من نصيب سانتياجو وحده بالطبع. فزملاؤه نالهم من الهم جانب بعدما سكنت شباك الفريق سبعة أهداف أخرى ضد ساوثامبتون في أحد أفضل العروض التي شهدها الدوري الممتاز.
وكان هناك أيضا ريتشارد دان الذي تعثر وأسكن الكرة شباك كوينز بارك رينجرز في عاشر هدف ضد فريقه خلال مشواره مع
كرة القدم. وسار على نهجه زميله ستيفن كولكر الذي أهدى التفوق لليفربول الفريق الذي وصف مدافعه السابق جيمي كاراجر دفاعه بأنه "مروع" رغم الفوز 3-2.
وكان هناك دفاع مانشستر يونايتد الذي سمح بمرور آمن لسايدو براهينو لاعب وست بروميتش ألبيون الذي اخترق دون أن يواجهه قلب دفاع لخمسة أمتار في مشهد دفع المعلق رودني مارش للقول عبر الإذاعة "بالنسبة لي هذا هو حال الدفاع صباح يوم الأحد.. دفاع مروع للغاية".
وبشكل عام، فإن هذا يذكر بما جرى قبل أربع سنوات حين تحدث أحد أهم المدافعين الانجليز وهو لي ديكسون الظهير الأيمن السابق لأرسنال بغضب وهو يشاهد حصيلة 35 هدفا في جولة واحدة بالدوري. قال حينها "لم يسبق أن رأيت مستوى الدفاع بهذا التدني".
في الجولة الماضية كانت الحصيلة 40 هدفا بالتمام والكمال.
وهذه حصيلة لم يحدث أفضل منها في الدوري سوى مرة واحدة حين سجل 43 هدفا في شباط/ فبراير 2011.
وبعد ثماني جولات من الموسم الحالي يبلغ متوسط التهديف في المباراة الواحدة 2.95 هدف.
ولو استمر هذا فسيصبح هذا وبكل سهولة أكثر المواسم تهديفا في الدوري الممتاز على الإطلاق.
هل يقول هذا إن الدفاع يزداد سوءا عما كان عليه أيام الجيل الماضي؟
لا حاجة لتوجيه السؤال لمشجعي ليفربول مثلا الذين لا يزال الشعور بالصدمة يتملكهم بعدما شاهدوه يوم الأحد من الرباعي جلين جونسون ومارتن سكرتل وديان لوفرين وخوسيه إنريكي.
أو ربما حدث ذلك نتيجة للتغييرات التي أدخلها الاتحاد الدولي (
الفيفا) على قواعد اللعبة في السنوات العشرين الأخيرة وبينها قواعد التسلل والحماية الزائدة للمهاجمين من التدخلات الخشنة؟
فأي تدخل فيه قدر من الخشونة قد ينتهي ببطاقة صفراء أو أحيانا حمراء بطريقة دفعت للتساؤل عما إذا كان الهدف هو تحويل كرة القدم إلى رياضة بلا أي احتكاك.
ويخشى لي ديكسون أن ينشأ جيل جديد يخاف الالتحامات. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "أعتقد أن اللاعبين يشعرون بقدر من التوتر من ارتكاب المخالفات.
واستدرك: "لكني سأحزن لو اختفى فن الدفاع من اللعبة. المؤكد أنه يسير إلى هذا المصير".