توصل ممثلون عن قبائل وعن جماعة "أنصار الله" (الحوثي) إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع الجماعات المسلحة من مدينة إب وسط
اليمن، وذلك برعاية محافظ المحافظة، وفقا لمصدر مطلع.
ومنذ سيطرتها بالسلاح على العاصمة صنعاء، يوم 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسعى جماعة الحوثي إلى التمدد في أكثر من محافظة يمنية لبسط سيطرتها، مستغلا انهيار الجيش وقوات الأمن.
وقال مراسل "عربي21" في اليمن إن الاتفاق يقضي بخروج المسلحين من المدينة صباح الأحد.
وقال مصدر مطلع إن "البند الثاني في الاتفاق يقضي بأن تتولى قوات الأمن الخاصة والأمن العام حماية المدينة من الداخل، بدلا من المليشيات، بينما يتولى الجيش تأمينها من المداخل".
كما ينص على "ضمان خروج مسلحي جميع الأطراف من المدينة دون اعتراضهم من أي جهة، ويضمن محافظ المحافظة تنفيذ الاتفاق الذي يبدأ من صباح غد الأحد"، وفقا للاتفاق.
ويأتي الإعلان عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عقدته اللجنة المشتركة المكلفة من محافظ إب بإنهاء التوترات وإخلاء المدينة من المجموعات المسلحة.
وتأخر الإعلان عن الاتفاق، الذي كان يفترض توقيعه صباح اليوم، بسبب اشتباكات بين قبائل وحوثيين في مديرية يريم التابعة إداريا للمحافظة، والتي خلفت 13 قتيلا، بينهم ثمانية من
الحوثيين.
في وقت سابق أعلن مدير عام شرطة محافظة إب اليمنية العميد الركن فؤاد العطاب استقالته من منصبه؛ احتجاجا على السماح بــ"دخول ميليشيا جماعة الحوثي" للمدينة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقال العطاب في بيان له وصل "عربي 21" نسخة منه أنه "في مثل هذه الظروف الصعبة والفارقة من حياة أبناء إب عاصمة اليمن السياحية ، تحتم عليهم باتخاذ قرارات مصيرية ومسؤولة".
وأضاف العطاب أنه منذ تولى منصب مدير عام شرطة إب، جعل نصب عينه مصلحة الوطن والمواطن.
وبحسب العطاب فإن استقالته "تأتي من أجل سلامة المحافظة وأبناءها وحقنا للدماء، ولقطع السبل علي من يريد الفتنه والخراب"، لافتا إلى أنه "يبرأ إلى الله من كل عمل أو تخريب".
وجاءت استقالة مدير عام شرطة إب فؤاد العطاب، بعد تعرض منزله لهجوم مزدوج من قبل مسلحين حوثيين مدعومين بمسلحين من حزب الرئيس السابق علي صالح، كانوا يتمركزون بمنزل رئيس الدائرة السياسية لحزب المؤتمر في إب علي الزنم، انتهى بالسيطرة على منزل العطاب.
وقفة احتجاجية
وفي غضون ذلك، نفذ ناشطون حقوقيون وسياسيون، السبت، وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة إب تنديدا بتواجد المليشيات المسلحة في المدينة.
ورفع المحتجون شعارات تندد بالتواجد المسلح في المدينة، وأعمال العنف التي حدثت، الجمعة، وخلفت قتلى وجرحى.
وقال المحتجون إن مدينة إب شهدت خلال السنوات الماضية، هدوءا رغم الأحداث إبان ثورة فبراير 2011، معبرين عن رفضهم المطلق لأي تواجد مسلح قد يسبب في الانزلاق نحو العنف.
وحمل الناشطون، محافظ المحافظة يحي الارياني، مسؤولية حفظ الأمن، وإخراج المسلحين الوافدين من خارج المدينة ، في إشارة إلى الحوثيين.
طائرات أمريكية بدون طيار
وفي سياق متصل، تدور اشتباكات عنيفة بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين في منطقة يريم، شمال مدينة إب، أسفرت -وفقا لمصدر قبلي طلب عدم الكشف عن اسمه- عن سقوط 13 قتيل و5 جرحي من الحوثيين، فيما سقط من الطرف الأخر3 قتلى بينهم طفل و3 جرحى.
وقال سكان محليون في اتصال مع "عربي 21" أن طائرات يعتقد أنها أمريكية بدون طيار، حلقت في وقت متأخر من ليل الجمعة، في سماء مدينة إب، وخاصة على منطقة بعدان شرقي إب، وسط اتهامات من ناشطين سياسيين لأمريكا بالتعاون مع الحوثيين، في تحركاتهم المسلحة في كثير من المناطق اليمنية.