النفط يواصل هبوطه وتنامي مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي

تراجع سعر النفط أكثر من دولار للبرميل اليوم الخميس، إذ بلغ خام برنت أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 83 دولارا للبرميل مع تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وهو ما أدى إلى استمرار موجة الخسائر التي بدأت منذ أربعة أشهر.

وهبط برنت أكثر من 28 بالمئة منذ حزيران/ يونيو الماضي في ظل تباطؤ الطلب ووفرة المعروض، وتسارعت الخسائر في الأسابيع الأخيرة مع ظهور بوادر على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لن تخفض الإنتاج لتعزيز الأسعار.

وأدت المخاوف الاقتصادية إلى تسارع وتيرة هبوط أسعار النفط التي تضررت بشدة من تخمة في المعروض العالمي.

ونزل سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 82.72 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2010. وبحلول الساعة 0649 بتوقيت غرينتش انخفض سعر الخام في هذه العقود التي ينتهي تداولها اليوم الخميس 53 سنتا إلى 83.25 دولار للبرميل.

وانخفض سعر الخام الأمريكي 99 سنتا إلى 80.79 دولار للبرميل بعد أن بلغ 80.01 دولار أمس الأربعاء والذي كان أدنى مستوى له منذ يونيو حزيران 2012.

وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي قد هبطت أكثر من دولار في التعاملات اللاحقة على الإغلاق الرسمي ببورصة نايمكس أمس الأربعاء، بفعل مخاوف من ضعف الطلب بعدما أظهر تقرير لمعهد البترول الأمريكي زيادة أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وقال المعهد في تقريره الأسبوعي، إن مخزونات النفط الخام قفزت بواقع 10.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، لتصل إلى 370.70 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 2.8 مليون برميل.

وهبط سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم تشرين الثاني/ نوفمبر 1.22 دولار أو ما يعادل 1.40 بالمئة الي 80.56 دولار للبرميل.

وكانت عقود النفط الأمريكي قد أنهت الجلسة منخفضة ستة سنتات فقط عند 81.78 دولار.
 
واشتدت المخاوف الاقتصادية العالمية هذا الأسبوع بعد انخفاض معدل تضخم أسعار المستهلكين في الصين إلى أدنى مستوياته في نحو خمس سنوات ونزول أسعار المنتجين في الولايات المتحدة للمرة الأولى في أكثر من عام، وهو ما أثار موجة بيع للأصول التي تنطوي على مخاطر.

وخفضت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2015 مع استمرار ضعف الاقتصادات العالمية.

وقال أنطوان هاف كبير محللي الوكالة، إن بعض أعضاء "أوبك" قد يفضلون الاستمرار في البيع بأسعار منخفضة على خسارة حصتهم في السوق.

وتشمل سلة أوبك المرجعية الجديدة  12 نوعا من الخام، وهي: خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانغولي، وأورينت الاكوادوري، والخام الايراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني النيجيري الخفيف، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري الفنزويلي.

واتفق وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء الاثني عشر، بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، في الحادي عشر من حزيران/ يونيو الماضي، على الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي البالغ حوالي 30 مليون برميل يوميا.

وتدعو فنزويلا إلى عقد اجتماع طارئ لـ "أوبك" قبل الاجتماع الدوري التالي للمنظمة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر لوقف هبوط أسعار الخام.

يذكر أن بيانات من معهد البترول الأمريكي أظهرت أمس الأربعاء أن مخزونات الخام الأمريكي ارتفعت 10.2 مليون برميل في أسبوع حتى العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر لتصل إلى 370.7 مليون برميل.

وجاءت الزيادة أكبر بكثير من تقديرات بعض المحللين الذين توقعوا نمو المخزونات 2.8 مليون برميل.