في ظل
تزايد عدد
السكان يتصدي الخبراء لواحدة من أكثر القضايا إلحاحا في القرن الحالي.. هل يمكن أن ينتج العالم غذاء يكفي سكان العالم الذي يقدر أن يزيد عددهم بين ملياري وأربعة مليارات نسمة؟
وتتباين بشدة
التوقعات لنمو سكان العالم إذ توقعت الأمم المتحدة في الشهر الماضي ان يرتفع عدد السكان إلى 9.6 مليار نسمة في عام 2050 وإلى نحو 10.9 مليار بنهاية القرن من 7.2 مليار حاليا.
وتزيد تقديرات الأمم المتحدة بنحو 1.5 مليار نسمة عن تقديرات المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية ومقره فيينا الذي تكهن بزيادة عدد سكان العالم إلى 9.4 مليار بحلول عام 2070.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ان اطعام تسعة مليارات نسمة يتطلب زيادة إنتاج
الغذاء بنسبة 60%.
وثمة انقسام بين الخبراء على عدد السكان الذين يمكن اطعامهم على سطح الارض ولكنهم يتفقون في قلقهم تجاه التقديرات الأعلى ويرون انها ستكون بليغة الاثر على أسعار الغذاء والبيئة والامن وتخطيط الحكومات للمستقبل.
وقال جون ويلموث مدير إدارة السكان في الأمم المتحدة قبل مباحثات في مقر الفاو بروما خاصة بتوفير الغذاء لسكان العالم "من الواضح أن زيادة عدد السكان بواقع ملياري نسمة يعني ضغطا أكبر على انتاج الغذاء وعلى البيئة."
وقال "على مدار التاريخ استطعنا زيادة انتاج الغذاء بوتيرة أسرع من نمو السكان."
ويرى البعض ان التقديرات الخاصة بتعداد السكان مستقبلا في ظل تبني اساليب جديدة في الزراعة وتغيرات مناخية تؤثر على انتاج الغذاء والجهود الجارية لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تصبح ضربا من التنجيم.
ولكن التحدي ثلاثي الابعاد.. فهناك برامج لزيادة انتاج الغذاء واحتواء نمو السكان ومعالجة التغيرات المناخية وهي على نفس القدر من الاهمية.
وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية بين تقدير كل من الأمم المتحدة والمعهد الدولي في التوقعات الخاصة بافريقيا والتي تشهد حاليا اسرع وتيرة لنمو السكان على مستوى العالم.
وتقدر الأمم المتحدة زيادة عدد سكان القارة السوداء أربعة امثال بحلول عام 2100 ولكن يختلف اخرون مع هذه التقديرات.
ويشكك فولفجانج لوتس مدير برنامج سكان العالم في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في الرقم.
ويقول ان مستوى تعليم الشابات في افريقيا افضل اليوم من الاجيال الاكبر سنا ويساعد ذلك في انخفاض معدلات الانجاب مضيفا أن الابحاث تبين أن النساء المتعلمات ينجبن عددا أقل من الاطفال وفي مرحلة عمرية متأخرة.
وقال لوتس لمؤسسة تومسون رويترز "تعتمد نماذج الامم المتحدة على استقراء احصاءات تستند لاتجاهات سابقة دون النظر للتعليم."