رائد صلاح: جهات تعرض علينا التنازل عن حقنا بالقدس

الاحتلال الإسرائيلي يهود الأرض والحياة

هناك قطيعة بين السلطة الفلسطينية والقدس

العالم الغربي متأمر ويشارك في مخطط تهويد القدس

الأنظمة العربية تعاملت مع قضية القدس إما متفرج أو متخاذل

الأنفاق تحت الأقصى تزداد بعددها وأعماقها وخطورتها تتضاعف

الاحتلال يعاني من عقدة النقص بعد هزيمته النكراء في غزة

الاعتداء على موظفة الأوقاف عبير زياد سلوك جبان

الاحتلال يضيق على أنفاس المقدسيين

هناك انهيار قريب جداً من قبة الصخرة

كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، أن جهات فلسطينية وعربية وأمريكية تسعى لتقديم بعض العروض والإغراءات للحركة الإسلامية مقابل تقديم بعض التنازلات في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وقال: "من أيام قريبة جدا حاول البعض أن يعرض علينا الموافقة -ولو شكلا- على إبقاء مصاطب العلم في المسجد الأقصى كمصاطب علم فقط، وألا تقوم بدورها في التصدي لاقتحامات صعاليك الاحتلال"، مضيفا أن "من عرض علينا هذا العرض قال إنكم إن وافقتم على هذا العرض، فهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي في المقابل سيؤخر مشروع فرض التقسيم الزماني على المسجد الأقصى".

وصرح بذلك الشيخ صلاح خلال حوار خاص مع "عربي21"، مشددا على أن إجابته كانت ردا على من تقدم عليه بهذا العرض، وقال إنه "لن يأتي يوم نمنح فيه أي شرعية لوجود الاحتلال الإسرائيلي أو لاقتحامات الاحتلال ولو لساعة من الزمن في المسجد الاقصى المبارك".

وعند سؤاله عن تلك الجهات وعما إذا كانت فلسطينية أو عربية قال: "الاسم ليس مهما الآن"، مبينا أنها "تدور في هذه الدوائر مع شديد الأسف".

وكشف رئيس الحركة الإسلامية أنه في موقف آخر "جاء البعض ليعرض علينا باسم شركات أمريكية، لها دور قبيح في بناء ما سموه المتحف على أرض مقبرة مأمن الله وقيل لنا أنه مقابل الموافقة سيمنح لكم الطابق الأول من المتحف، وسيقام تمثال لصلاح الدين الأيوبي يكون قريبا من المتحف".

ورد عليهم كما أكد في حواره بقوله: "والله لو أعطيتمونا على امتداد مساحة أمريكا ذهبا لن نعطيكم أي موافقة على الاعتداء على متر واحد في مقبرة مأمن الله".
 
وأوضح أن المقبرة تجاور المسجد الأقصى المبارك، و"للأسف من قام بهذا الدور أيضا كانوا في هذه الدوائر التي تحدثت عنها".

وشدد الشيخ صلاح على أن كل "أبناء وبنات الحركة الإسلامية هم جنود مستنفرين لنصرة قضية القدس والأقصى في الليل والنهار".

وأكد صلاح أن "الاحتلال يعمل جاهدا على تهويد القدس بهدف فصلها عن امتدادها الفلسطيني والإسلامي والعربي وفق مخططاته الخبيثة "، موضحا أن سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى " الاستفراد بالأقصى لبناء هيكل خرافي اسطوري على أنقاض قبة الصخرة تحديدا".

وحذر الشيخ صلاح في حواره الخاص مع "عربي21"، من زيادة وتيرة الاقتحامات الصهيونية لباحات المسجد الأقصى والتي اعتبرها "أدوات الاحتلال لتحقيق أهدافه التصاعدية في المسجد الأقصى"، وأفاد أن الاحتلال "يطمع من وراء هذه الاقتحامات بداية فرض تقسيم زماني على الأقصى، ومن ثم فرض تقسيم مكاني، لصناعة الأجواء لبناء هيكله الخرافي".

مجرمي الاحتلال

وأضاف: "هناك اعتداءات خطيرة جدا لا نراها وهي استمرار الاحتلال في حفر الأنفاق تحت الأقصى"، كاشفا احتواء تلك الأنفاق والتي تهدد " معالم المسجد الأقصى وكافة مصلياته" على "مجسم كبير متخيل للقدس العبرية"، كما يدعي الاحتلال.

وحول خطورة تلك الأنفاق، أشار شيخ الأقصى في حديثه إلى حدوث "انهيار قريب جدا من قبة الصخرة، وسقطت أشجار تاريخية عملاقة، وظهرت تصدعات في الأبنية التي تقع على امتداد الحد الغربي المسجد الأقصى"، بفعل تلك الانفاق، التي "تزداد بعددها وأعماقها".

واتهم رئيس الحركة الاسلامية أمريكا وأوروبا والعالم الغربي بالمشاركة الفعلية في التآمر على القدس المحتلة والمسجد الأقصى من خلال : "توفير أقوى قدرة مالية في التاريخ، لمواصلة تنفيذ كل مشاريع الاحتلال الاسرائيلي بلا توقف"، مطالبا السلطة الفلسطينية التي هي "منفصلة عن مأساة القدس والمسجد الأقصى"، بفتح "المجال للشارع الفلسطيني في الضفة الغربية أن يعبر عن رأيه بفعاليات شعبية لنصرة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والتعجيل على التوقيع على معاهدة روما لمحاكمة كل مجرمي الاحتلال".

لا يدعو لليأس

وتهدف المخططات الإسرائيلية لتفريغ القدس المحتلة من أهلها، وترحيل سكانها، وذلك على مرحلتين، الأولى منها "تذويب المقدسيين في دائرة الحياة التي يرسمها الاحتلال"، والثانية هي "وضع الاحتلال لنفسه مخطط تهويد القدس وتطهيرها من الوجود المقدسي"، وذلك من خلال "تهويد القدس القديمة حتى عام 2020م، وتهويد القدس الكبرى حتى عام 2050م، كي لا يبقى فيها إلا الوجود الإسرائيلي"، وهذا ما أكده الشيخ صلاح.

وفي ظل تلك المؤامرات الاحتلالية وصمت الأمتين العربية والإسلامية عن ما يجري في القدس، أكد أن " أبسط ما يقال أن تلك الأنظمة ورؤسائها تعاملوا مع قضية القدس إما كمتفرج أو كمتخاذل"، مشددا على أن هذا الحال "لا يدعو إلى اليأس".

وفي ما يلي تفاصيل الحوار مع شيخ الأقصى:

ما الذي يحدث الآن في مدينة القدس المحتلة والاقصى الشريف ؟

نستطيع أن نقول من خلال متابعتنا لسلوكيات الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى المباركين، إن الاحتلال يعمل جاهدا على تهويد القدس بهدف فصلها عن امتدادها الفلسطيني والإسلامي والعربي وفق مخططاته الخبيثة، وفي نفس الوقت يعمل جاهدا على تهويد المسجد الأقصى المبارك بهدف فصله عن هذه الأبعاد الإسلامية والعربية والفلسطينية، ويطمع هذا الاحتلال الشرير أن يستفرد بالقدس المباركة بما يسميه بمشروع القدس الكبرى، ويطمع بالاستفراد بالأقصى ظانا انه سيحقق حلمه الأسود الذي يطمع من ورائه بناء هيكل خرافي اسطوري على أنقاض قبة الصخرة تحديداً والتي تقع في قلب المسجد الأقصى، في نظري كل سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي تصب في هذه الاهداف.

لماذا تركز إسرائيل على انتهاك حرمة الأقصى في موسع الاعياد اليهودية، وتجعل من القدس ثكنة عسكرية؟

الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن اعتداءاته اليومية على المسجد الأقصى منذ عام 1967 وحتى هذه اللحظة، ولكن هناك اعتداءات خطيرة جدا قد لا نراها مثل استمرار حفر الانفاق تحت المسجد الأقصى، وهناك اعتداءات نراها بأعيننا مثل الاقتحامات التي تتصاعد بعددها وعدتها وسلوكياتها القبيحة في هذه الأيام، تركيز الاحتلال على الاقتحامات الأن؛ لأنها في حساب الاحتلال هي أدوات لتحقيق اهدافه التصاعدية في المسجد الأقصى المبارك؛ هو يطمع من وراء هذه الاقتحامات بداية فرض تقسيم زماني على المسجد الأقصى، ثم يطمع بعد ذلك فرض تقسيم مكاني على الأقصى، ومن ثم صناعة الأجواء كما يتوهم لبناء هيكله الخرافي، ومن الواضح جدا أن هذه الأهداف كي تتحقق في حسابات الاحتلال لا بد لها من هذه الاقتحامات التي تعتبر أداة تنفيذها على ارض الواقع، مع التأكيد أن كل هذا الحلم الأسود لن يتحقق – إن شاء الله-  لأن عمر الاحتلال أقصر بكثير من هذا الأطماع الفاسدة.


اعتداءات الاحتلال وحفرياته أسفل المسجد الأقصى وفي محيطة مستمرة إلى أين وصلت؟ وما هو أخطرها ؟


مع كل ألم، القرائن التي تجتمع بين أيدينا من خلال مراقبتنا الدائمة لما يدور حول المسجد الأقصى المبارك تؤكد أن الحفريات ما زالت مستمرة، ولقد وصلت إلى مرحلة خطيرة جدا، هناك شبكة أنفاق تمتد تحت المسجد الأقصى المبارك وهذا الأنفاق بدأت تمتد تحت القدس القديمة؛ لا بل بدأت تمتد خارج القدس القديمة وعلى سبيل المثال الانفاق التي بدأت تمتد الأن تحت حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، هذه الانفاق بهذا الامتداد الخطير جدا، لا شك يطمع الاحتلال من ورائها إلى تحقيق أهداف خطيرة جدا؛ من أهمها ان الاحتلال يسعى لفرض وقائع مزيفة على الأرض بواسطة هذه الانفاق؛ ويحاول من خلال هذه الانفاق أن يدعي أنها تحمل أثار تاريخية لهيكل أول أو هيكل ثاني وهذا بالطبع محض افتراء.

وحاول الاحتلال أن يدعي أن هذه الأنفاق فيما مضى كانت الطرق التي تربط معالم ما يسميه القدس العبرية التاريخية وهذا محض افتراء، وبواسطة تلك الأنفاق يحاول أن يجري غسيل دماغ لوفود الأجانب الذين يشاركون في السياحة الاحتلالية للمسجد الأقصى المبارك؛ الاحتلال يقوم بإعداد جولات لهؤلاء الاجانب في هذه الأنفاق، وكما نعلم أن هذه الأنفاق تحتوي على مجسم كبير متخيل للقدس العبرية كما يدعي ذلك الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا المجسم يحاول الادعاء أن الأصل الذي كان عليه الأمر هو هيكل أول وهيكل ثاني وأن المسجد الأقصى جاء كتابع، وبناء على هذه الرواية الخرافية يدعي الاحتلال إن من حقه أن يزيل الأقصى ويعيد بناء الهيكل من جديد، هذه بعض الأخطار التي تحملها الانفاق، إضافة أنها تهدد المباني الكثيرة التي تقع في القدس القديمة وفي حي سلوان، وكذلك معالم المسجد الأقصى المبارك. 

ما الخطر الذي تمثله تلك الأنفاق على بنيان المسجد الأقصى المبارك؟

هذه الأنفاق تهدد معالم المسجد الأقصى وكافة مصلياته، ولقد حدث أن ظهر هناك انهيار قريب جداً من قبة الصخرة بسبب تلك الانفاق، وسقطت أشجار تاريخية عملاقة كانت في المسجد الأقصى على مدار سنوات طويلة بسبب هذه الأنفاق، وظهرت تصدعات في الأبنية التي تقع على امتداد الحد الغربي المسجد الأقصى، وسقطت كذلك غرفة صف في إحدى مدارس سلوان في داخل الأرض بعمق أمتار، ولولا لطف الله لوقعت كارثة على طالبات هذه المدرسة، هذه الشواهد تعني أن هذا الأنفاق تحمل هذه الأخطار؛ سيما وأنها تزداد بعددها واعماقها، وهذا يعني أن خطورتها تزداد على معالم المسجد الأقصى المبارك، الأنفاق كلها خطر، لا يمكن القول أن هذا النفق أخطر من ذاك، كلها تشكل خطر واحد على بناء المسجد الأقصى الذي لا يزال متينا بحمد الله رب العالمين وسيبقى متينا ان شاء الله تعالى.

لماذا تركز إسرائيل على الاستيطان في الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة؟

واضح أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل الآن على فرض مشروعه الاحتلالي الذي سماه القدس الكبرى، من أجل أن يصل لتحقيق هذا المشروع من الواضح أنه أقام جدار أفعواني -على شكل أفعى- حول محيط كل القدس لفصلها عن الضفة الغربية، ويركز الإحتلال على بناء كتل استيطانية تمتد ما بين بيت لحم جنوبا إلى رام الله شمالا، ومن أريحا شرقا الى اتجاه الساحل غربا، هذه الدائرة التي تحددها تلك الأماكن هي قاعدة أطماع الإحتلال لبناء ما يسميه القدس الكبرى، ويعمل الاحتلال على تهويد كل هذه المنطقة، تهويد الأرض والحياة، لبناء هذا السيل المكثف من المستوطنات التي لا يتوقف بناؤها حتى هذه اللحظة.

على ذكر تهويد الحياة، المخططات الإسرائيلية تهدف لتفريغ القدس من أهلها، وترحيل سكانها .. لماذا تخطط لذلك ؟

الاحتلال الإسرائيلي يعمل على مرحلتين بتعامله مع المقدسيين؛ الاولى المؤقتة وهي محاولة الإحتلال لتذويب المقدسيين في دائرة الحياة التي يرسمها الاحتلال، وكانه يطمع من وراء ذلك ان يصبح المجتمع المقدسي جزءاً من المجتمع الإسرائيلي المحتل في القدس، والمرحلة الثانية والأبعد من ذلك، فمن الواضح أن الاحتلال وضع لنفسه مخطط تهويد القدس وتطهيرها من الوجود المقدسي على مرحلتين ايضا؛ يطمع الاحتلال في المرحلة الاولى أن يهود القدس القديمة حتى عام 2020م، كي لا يبقى فيها وفق حسابته إلا العنصر الاحتلالي الإسرائيلي، والثانية هي طمعه في تهويد كل القدس الكبرى حتى عام 2050م، كي لا يبقى فيها إلا الوجود الاحتلالي الإسرائيلي، من أجل ذلك يضيق الاحتلال على أنفاس أهلنا المقدسيين لتمرير هذا المخطط الشرير الذي اؤكد بإذن الله انه لن يتحقق لأن القدس والمسجد الأقصى المباركين حق إسلامي عربي فلسطيني لن يضيع رغم أنف الاحتلال الاسرائيلي.

في ظل تلك الخطط والمؤامرات كيف تقرأ صمت الأمتين العربية والإسلامية ؟ 

لا يخفى على أحد ان الحال الذي تعيشه الأمة المسلمة والعالم العربي يعاني من تمزق ما بين طموحات الشعوب من جهة ودور الانظمة ورؤسائها من الجهة الاخرى، ومن الواضح ان القرار الفصل ليس للشعوب وانما لتلك الأنظمة، وأبسط ما يقال أن تلك الأنظمة ورؤسائها تعاملوا مع قضية القدس إما كمتفرج أو كمتخاذل - والعياذ بالله – وما قدموه للقدس والمسجد الأقصى كان في غالب الحالات مجرد ضريبه اعلامية ليس إلا، أو تقديم بعض المساعدات الهزيلة التي تضيع اذا ما قارنها مع ما يبذله الاحتلال من أجل تنفيذ مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المباركين، ولكن هذا حال لا يدعو لليأس فنحن بعد توكلنا على الله تعالى كلنا يقين ان الشعوب المسلمة والعربية تحمل حبا كبيرا في داخلها للقدس والأقصى وكذلك علماء الأمة المسلمة يحملون هذا الحب في داخلهم، لذلك إن القول الفصل في نهاية الأمر سيكون لهذا الحق الإسلامي العربي الفلسطيني الذي لن يموت وستنتصر له الشعوب المسلمة والعربية وسينتصر لها علماؤها وستنتصر القدس والمسجد الأقصى على الاحتلال.

لكن هذا الحب كما تفضلتم للقدس والأقصى كيف له أن ينتقل من حالة الصمت إلى الحركة؟

هذه الشعوب بعد ان ضاقت ذرعا من تكميم أفواهها، وبعد ضاق العلماء ذرعا من مطاردتها بلغة السجون والإعدامات، كان هناك مسيرة الربيع العربي للتحرر من هذه المأساة التي فرضتها هذه الأنظمة وحكامها، وكاد الربيع العربي في بدايته أن ينتصب على قدميه قويا مؤثرا لكن التقت عليه أكثر من جهة، وتأمرت على قتله في مهده بهدف؛ قتل إرادة هذه الشعوب وقتل دورها للانتصار للقدس والمسجد الأقصى، وبهدف قتل دور العلماء؛ وفي نظري هذا الصراع العنيف ما بين الشعوب والعلماء من جهة، وبين من تأمر عليهم في مواقع الربيع العربي لا يدعو الى الاستسلام ورفع الراية البيضاء، في نهاية الأمر أنا على يقين أن حقوق هذه الشعوب وعلماؤها سينتصر على كل هؤلاء المتآمرين من عرب وعجم، وأنا على يقين أن الربيع العربي الذي بدأ في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق – إن شاء الله - سينتهي بربيع عربي في القدس والمسجد الأقصى قريبا.

على ماذا يدلل صمت العالم الغربي ومؤسساته الدولية تجاه ما يحدث في القدس؟

العالم الغربي ليس صامتا بل متأمراً على القدس والمسجد الأقصى المبارك وهو جزء من مخطط تهويد القدس والمسجد الأقصى، وابسط دليل على ذلك؛ هذه المليارات التي تجمعها القوى الصهيونية اليهودية الى جانب القوى الصهيونية المسيحية في كل من أمريكا وأوروبا بهدف توفير أقوى قدرة مالية في التاريخ، لمواصلة تنفيذ كل مشاريع الاحتلال الاسرائيلي بلا توقف، من أجل اختصار الزمن والوصول في أقرب وقت ممكن لمشروع القدس الكبرى ومشروع بناء هيكل اسطوري خرافي على أنقاض قبة الصخرة، كلا هذين المعسكرين الصهيوني اليهودي والصهيوني المسيحي، يتفقان على تنفيذ هذا المشروع ولكل أهدافه، والكل يعلم أن هدف المعسكر الصهيوني اليهودي هو متابعة مخطط المشروع الصهيوني الذي يحاولون أن يغلفوه بغلاف ديني مدعى مفترى علما أن قيادة المشروع الصهيوني كانوا من الملحدين الذين لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وأما المعسكر الصهيوني المسيحي؛ هم الذين يدعون أنه لا بد من هدم المسجد الأقصى للتعجيل بوقوع معركة هارمجدون كما يسمونها في مصطلحاتهم، والتي ستجلب كما يدعون؛ القضاء على الأمة المسلمة والوصول إلى الألفية السعيدة في عقيدتهم الشريرة.

كيف تقييم موقف السلطة الفلسطينية؟

هناك شبه قطيعة ما بين دور السلطة الفلسطينية ومأساة القدس والمسجد الأقصى؛ لدرجة أن أ. حاتم عبد القادر وهو من كبار قيادات حركة فتح في القدس كان قد شغل منصب وزير القدس لكنه وجد أن دوره ليس الدور الجدي الذي يتناسب مع ما تحتاجه القدس من جهود فقدم استقالته وهذا يعني ما يعنيه، ما أطمع به من السلطة الفلسطينية امرين؛ الأول أن تفتح المجال للشارع الفلسطيني في الضفة الغربية ان يعبر عن رايه بفعاليات شعبية لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، والثاني هو التعجيل على التوقيع على معاهدة روما لأن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لمحاكمة كل مجرمي الاحتلال الإسرائيلي وتقديمهم إلى القضاء العالمي، مما يشكل رادعا للاحتلال عن مواصلة ارتكاب الجرائم في حق القدس والمسجد الأقصى المبارك.

سماحة الشيخ بعد كل ما تحدثت به، ماذا تريد أن تكشف لنا ؟

بكل ألم أننا نحن الحركة الإسلامية لأننا تبنينا مشروع القدس والمسجد الأقصى، وها نحن نعتبر كل ابناء وبنات الحركة الاسلامية جنودا مستنفرين لنصرة هذه القضية في الليل والنهار، لأننا نقوم بهذا الدور نشعر أن هناك البعض ممن لا يروق لهم هذا الدور على صعيد جهات فلسطينية وعربية، هناك من يحاول أن يثير حولنا حرب الاشاعات.

من تكون هذه الجهات ؟

الاسم ليس مهما الآن، وهناك مثال على ذلك، من أيام قريبة جداً حاول البعض أن يعرض علينا الموافقة ولو شكلا على إبقاء مساطب العلم في المسجد الأقصى كمساطب علم فقط وألا تقوم بدورها الذي لا تزال تؤديه منذ عام 2010م وهو التصدي لاقتحامات صعاليك الاحتلال الاسرائيلي، وقال من عرض علينا هذا العرض : انكم إن وافقتم على هذا العرض، هذا يعني أن الاحتلال الاسرائيلي في المقابل سيؤخر من مشروع فرض التقسيم الزماني على المسجد الأقصى، والذي تحدث معنا تحدث بهذا الوضوح لمحاولة إقناعنا، فكان الجواب واضح أنه لن يأتي يوم نمنح فيه أي شرعية لوجود  الاحتلال الإسرائيلي أو لاقتحامات الاحتلال ولو لساعة من الزمن في المسجد الاقصى المبارك.

هل هي جهة فلسطينية أم عربية ؟

تدور في هذه الدوائر مع شديد الأسف، وكان جوابنا واضح لها، وسيبقى جوابنا عهد وفاء وبيعة مع القدس والمسجد الأقصى حتى نلقى الله سبحانه وتعالى.

إضافة لما تفضلتم بكشفه عن تلك الجهات هل مزيد ؟

يمكن القول في موقف أخر أن البعض جاء ليعرض علينا باسم شركات أمريكية، لها دور قبيح في بناء ما سموه متحف على أرض مقبرة مأمن الله القريبة جداً من المسجد الأقصى، وقالوا لنا في حينه إن وافقتم على بناء المتحف سيمنح لكم الطابق الأول من المتحف، وسيقام تمثال لصلاح الدين الأيوبي قريب من المتحف وبدأوا بعرض هذه الاغراءات، فقلنا لهم اسمعوا جوابنا المختصر: "والله لو اعطيتمونا على امتداد مساحة أمريكا ذهبا لن تعطيكم أي موافقة على الاعتداء على متر واحد في مقبرة مأمن الله التي تجاور المسجد الأقصى لمبارك"، وللأسف من قام بهذا الدور ايضا كانوا في هذه الدوائر التي تحدثت عنها في سياق هذا اللقاء، والله غالب على أمره. 

أخيرا كانت هناك موقعة مؤلمة وهي الاعتداء على موظفة الأوقاف عبير زياد ونزع حجابها؟

الاحتلال الإسرائيلي بات يعاني من عقدة النقص بعد هزيمته النكراء على أعتاب غزة العزة، ويظن بقيامه بفتل عضلاته على مجموعة من حرائر القدس والأقصى فإنه يستعيد رجولته، فبئس هذا التفكير والسلوك الجبان والوقح، هذا لن يكسر لنا إرادة، لا عند الرجال ولا النساء والشباب ولا الأطفال في المسجد الأقصى المبارك تماما كما سمعت طفل فلسطيني يقول بكل براءة قال : "قوات الاحتلال تعتدي على النساء اخص عليهم، تفو عليهم "، هكذا قالها الطفل وهو يعبر فعلا عن تصميم الموقف الذي يحلمه اهلنا جميعا في البقاء كردع بشري لحماية المسجد الأقصى المبارك.