قال موقع "فردا" المقرب من الحرس الثوري
الإيراني، بأن
تركيا تلعب دوراً غامضاً في التطورات الإقليمية التي تحدث بالمنطقة الآن، وإنها تتبنى مواقف مختلفة ومتناقضة إلى حد ما بخصوص ما يحدث في الشرق الأوسط وخصوصا العراق وسوريا.
وأضاف الموقع أنه إذا "أردنا أن نفهم السياسة التركية الحديثة علينا أن ننظر إلى قرارات أردوغان المتمثلة بدعم غزة ومواجهة إسرائيل، وقضية سفينة مرمرة التي أبحرت للتضامن مع القطاع، ودعم الأتراك للمعارضة السورية، نجد أن تركيا تنتهج سياسة مختلفة تماما عن باقي الدول الإقليمية في المنطقة، رغم أن هذه السياسة الخارجية حققت مكاسب كبيرة لتركيا، لكن في النهاية سوف تنتهي بضرر على مستقبل حزب العدالة والتنمية، على حد قوله .
وبين أن الأتراك "دخلوا في لعبة سياسية جديدة، وذلك من خلال موافقة البرلمان التركي على مذكرة تفويض لتدخل الجيش التركي في سورية والعراق بحجة محاربة داعش، لافتا إلى أن هذه الخطوة واجهت ردا
سوريا وإيرانيا، وذلك من خلال اتصال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الذي عبر عن قلق طهران من العمليات العسكرية التركية المحتملة في سوريا.
واتهم "فردا" الحكومة التركية بالتواطؤ مع تنظيم داعش، معتبرا أنها تدعم التنظيم، وذلك من خلال فتح الحدود أمام مقاتليه لدخول الأراضي السورية، لافتا إلى أن تركيا تعالج جرحى تنظيم داعش في مستشفياتها، وتعمل على توفير الدعم اللوجستي للتنظيم.
وتابع معلقا على مشروع القرار التركي المتمثل بالتدخل العسكري في سورية قائلاً: إن تركيا تحاول إحياء سياستها الخارجية تحت قيادة أحمد داوود أوغلو، منوها إلى أن الأخير من المنظرين الإستراتيجيين للسياسة الخارجية التركية، ومبينا أنه يحاول من خلال محاربة الإرهاب رسم مشروع تركي، يهدد مصالح إيران الإستراتيجية.
على الصعيد ذاته، أشار الموقع إلى إن تركيا دخلت في لعبة جديدة مع تنظيم داعش، محاولة وتحاول تحسين صورتها في الإعلام الغربي، الذي "يعتبرها داعماً أساسياً للتنظيمات الإرهابية"، في الوقت الذي تريد فيه تركيا أن تثبت للعلويين الأتراك بأنها تدعم حقوق الأقليات السورية.
وأكد أن نظرة تركيا للتطورات الإقليمية بالمنطقة تنطلق من منافعها القومية والتوسعية تجاه الدول العربية، إذ يهدف الأتراك إلى إعادة دورهم التاريخي من خلال إسقاط بشار الأسد بحجة محاربة الإرهاب وتنظيم داعش.
واعتبر موقع "فردا" أن الدور الذي ينفذه الأتراك في الشرق الأوسط، سوف يكون مكلفا لهم، إذ ستصبح تركيا أكبر دولة تهدد السلمين الإقليمي والدولي، حيث ستلاحق تبعات
التدخلات العسكرية والسياسية التركية أردوغان وأغلو بالمستقبل، على حد زعمه.
من جهتهم، يرى مراقبون للشأن الإيراني بأن الدافع الأساسي وراء هجوم الإعلام الإيراني على تركيا، هو موقف أردوغان من التدخل في سوريا، لأن إيران تدرك جيدا أن القضاء على بشار الأسد والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، يعد من أولويات تركيا وأرودغان، وهذه السياسة تتعارض تماما مع المشروع الإيراني في سورية والمنطقة .
يُذكر أن هجوم "فردا" ليس سوى عينة من هجمات متواصلة تتعرض لها تركيا من قبل الإعلام الإيراني وبشكل يومي منذ أسابيع.