في معركة تتركز على تنظيم الدولة الإسلامية، تشن السعودية
حملة توعية أثناء موسم
الحج هذا العام، تحذر فيها الحجاج من أن هذا التنظيم المتشدد "شر" ويحاول تجنيد أطفالهم للقتال في العراق وسوريا.
ومع زيارة ملايين الحجاج الأماكن المقدسة خلال موسم الحج، استنكر زعماء العالم قيام مقاتلي الدولة الإسلامية بذبح مواطن غربي وذلك للمرة الرابعة.
من جهته، قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للسعودية في كلمته إلى الجموع الغفيرة من الحجاج في مكة الجمعة: "دينكم مستهدف أمنكم مستهدف عقيدتكم مستهدفة قوتكم مستهدفة وعقولكم مستهدفة."
وبين المفتي في عظته في مسجد نمرة على جبل عرفات أن "أعداء الإسلام يحيكون المؤامرات ضدكم، احذروا أن يكون أي منكم أرضه مكانا لحياكة المؤامرات ضد الآخر."
من ناحيته، قال الشيخ عبد الله بن على بصفر وهو واعظ يشارك في حملة المملكة من أجل التوعية: "إن وزارة الشؤون الإسلامية طلبت من الوعاظ التنديد بتنظيم الدولة الإسلامية بوصفه منظمة إرهابية في عظاتهم ودروسهم.
وأضاف "علينا مهمة تحذير الناس من الشر الذي تجلبه هذه الجماعات، وكيف تستخدم مفاهيم في الإسلام مثل الجهاد ستارا لقضايا غير عادلة."
وأشار إلى أنه "يوجد أكثر من 70 ألف شيخ وواعظ في السعودية يتمتعون بقدر كبير من النفوذ والتأثير على الناس، ولهذا فإننا نركز جهودنا على مكافحة هذه الأفكار الضالة ولاسيما أثناء الحج."
وبين بصفر "هذه الجماعات الشريرة تفترس شبابكم من خلال وسائل مثل الإنترنت، ويجب على الآباء البدء في معرفة ما يفعله أطفالهم ومن يتحدثون إليهم."
ولفت بصفر "حتى إذا كان البعض يعتقد أن هذه النظرية صحيحة فليس هذا عذرا لعدم قتال هؤلاء المتطرفين."
وشدد على أن "المسلمون هم الوحيدون الذين يمكنهم هزيمتهم وتنظيم الدولة الإسلامية في النهاية فكرة لا يمكن مكافحته إلا بفكرة أخرى."
وتتضمن الحملة أيضا توزيع مواد دينية تعرض ما ترى الحكومة أنه وجهات النظر المعتدلة عن الإسلام، وكذلك تبث أيضا مزيدا من البرامج الدينية عبر الإذاعة والتلفزيون لنشر هذه الآراء.
وكانت السعودية أعلنت أن الدولة الإسلامية تنظيم إرهابي في آذار/مارس، وصعدت بشدة بياناتها التي تستنكر التنظيم بعد أن حقق مقاتلوها مكاسب سريعة سيطروا فيها على مساحات واسعة من الأراضي في العراق في حزيران/يونيو.
وأتاحت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، استعادة بعض الأراضي التي فقدت لكن المقاتلين المسلحين تسليحا جيدا ما زالوا يحققون مكاسب في العراق وسوريا.
ودكت الأسبوع الماضي مقاتلات القوات الجوية السعودية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ويكتسب التنظيم تأييدا في مكان آخر من العالم الإسلامي، فقد تعهدت جماعة في الجزائر بالولاء قبل قتل رهينة فرنسي الشهر الماضي، وأعلنت طالبان الباكستانية أيضا تأييده السبت.
ومع أن تنظيم الدولة الإسلامية شأنه شأن القاعدة، فهو يستمد جزءا من عقيدته من المذهب الوهابي الذي تتبعه السعودية، فإنه ينكر شرعية الحكومة السعودية وتعهد بالعمل لإسقاط أسرة آل سعود الحاكمة.
وتخشى الرياض أيضا أن يعود آلاف السعوديين الذين ذهبوا للقتال مع الدولة الإسلامية إلى الوطن ليستهدفوا بلادهم.