قالت وزارة الخارجية
المصرية إن ما وصفته بـ"
التصريحات المسيئة" التي صدرت مؤخرا، عن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان أمام برلمان بلاده تمثل في تكرارها شعوراً باليأس الشديد إزاء ما حققته مصر من استقرار داخلي وانفتاح عالمي عليها ومواصلة لإسهامها الإيجابي الفعال في تناول القضايا الإقليمية والجهود الدؤوبة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأكدت الوزارة في بيان صدر عنها أن "هذه التصريحات لا يعد لها أدنى تأثير على حضارة ومكانة مصر التي تستمدها من تاريخ الإنسانية ذاته، ولا يمكن أن ينال منها مثل هذه المحاولات البائسة واليائسة، خاصة مع تفرد شعب مصر الراعي لمصلحته القومية والقادر على السمو في تعامله مع الآخرين إلى المرتبة التي تتسق مع عمق حضارته وإنجازاته بالماضي والحاضر والمستقبل، وكون مصر كنانة الله على أرضه".
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في خطاب له أمام البرلمان، الأربعاء، "نحن ضد كافة أشكال التمييز داخل البلاد وخارجها أيضا، والمواقف التي نتبناها حيال بعض الدول مثل مصر التي وضع فيها سد بين الشعب ومطالبه الديمقراطية، بأساليب انقلابية، هي مواقف إنسانية تماما، وقائمة على مبادئ".
وتصاعدت، مؤخرا، الانتقادات المتبادلة بين الجانبين المصري والتركي.
وفي خطاب ألقاه الرئيس التركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، انتقد الأوضاع في مصر، قائلا: "في الوقت الذي تم فيه الانقلاب على رئيس منتخب (محمد مرسي) من قبل الشعب، وقتل الآلاف ممن خرجوا يسألون عن مصير أصواتهم، اكتفت الأمم المتحدة والدول الديمقراطية، بمجرد المشاهدة، وأضفوا شرعية على ذلك الانقلاب".
والأحد الماضي، أيضا، صدرت عن أردوغان انتقادات شبيهة في كلمته خلال افتتاحه أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في إسطنبول، بحضور 600 مشارك من ممثلي الحكومات ورجال الأعمال من 70 دولة في أوروبا والعالم العربي وآسيا الوسطى.
وردت القاهرة على ذلك ببيان أصدرته في وقت متأخر من مساء اليوم ذاته، انتقدت خلاله السياسات الداخلية للرئيس التركي، واصفة إياه بأنه "ليس في وضع يسمح له بإعطاء الدروس للغير بشأن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولا ينصب نفسه وصياً عليها".
البيان المصري الأخير، عقبت عليه الخارجية التركية ببيان أصدرته، أمس الثلاثاء، حيث اعتبرت أن ما ورد فيه "مزاعم وادعاءات لا يمكن قبولها بشأن
تركيا، مزاعم تعتبر انعكاسا لسيكولوجية الإحساس بالذنب التي تسببت فيها الأعمال غير القانونية التي تحققت، وذلك بدلا من أن تأخذ الإدارة في مصر، النداءات الصادقة التي وجهناها في هذا الشأن في عين الاعتبار".
وقالت إن "تركيا ترى أن الاستقرار في مصر لا يمكن أن يتحقق إلا نتيجة عملية سياسية شاملة، وبإدارة لديها شرعية ديمقراطية، مبنية على الإرادة الوطنية".