أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة
السويس أن وصول
الحوثيين إلى الحكم في
اليمن لن يؤثر على مسار الملاحة البحرية العالمية في قناة السويس، مشددا أن "الحوثيين لا يملكون التواجد أو السيطرة أو الهيمنة على مضيق المندب، وأن القوى العالمية لن تسمح بذلك"، على حد قوله.
وطمأن مميش -في حوار مع صحيفة "الأهرام الرسمية" الإثنين- بأن الحوثيين ليست لديهم القدرات العسكرية لفرض التواجد أو السيطرة أو الهيمنة على المضيق، وأن القوى الكبرى تمتلك وحدات بحرية قريبة منهم فى خليج عدن لمكافحة أعمال القرصنة البحرية، وأنها لن تسمح لأي دولة أخرى بالاشتراك مع الحوثيين فى غلق باب المندب، بحسب تعبيره .
وأضاف: لا توجد دولة فى العالم تسمح لنفسها بأن تتعرض للخنق، هذا لن يحدث مطلقا، وإن حدث فستكون عواقبه وخيمة على الجميع، وأطمئن بأن حركة العبور فى قناة السويس فى أعلى معدلاتها، ونحن على ثقة من أدائنا، وعلى ثقة من الموقف الدولى الذى يعتبر قناة السويس شريانا للحياة؛ ليس لمصر فحسب، ولكن للعالم أجمع.
وتابع أن الدول العظمى لن تسمح مطلقا لأى أحد بالسيطرة على مضيق باب المندب باعتباره مفتاح التجارة والتحركات العسكرية بين الشرق والغرب، وفق وصفه.
المشروعات الإسرائيلية لمنافسة القناة
وحول المشروعات الإسرائيلية لمنافسة قناة السويس، أشار مميش في حواره إلى أنه تجرى متابعة هذه المشروعات بكل جدية ودقة .
وقال: أؤكد أننا فى قناة السويس نتابع ونحسب جيدا كل صغيرة وكبيرة، ولكن لكي يبدأ المشروع الإسرائيلى من حيفا إلى أشدود فهو فى حاجة إلى حفر 320 كيلو مترا بالإضافة إلى 180 كيلو مترا لكي يمر من خليج العقبة، أي فى حاجة إلى قطع نحو500 كيلو متر.
وأضاف: الفكر الخاص بالمشروع كان يقوم على حفر جزء من خليج العقبة في إيلات لعمل قيمة مضافة للبضاعة من خلال مناطق صناعية وتكنولوجية، ثم عملية تفريغ البضاعة، وحملها مرة أخرى عن طريق السكك الحديدية إلى البحر المتوسط، وهذه تكلفة ضخمة للبضاعة.
وتابع: فى المقابل تمر البضاعة فى قناة السويس من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط خلال 11 ساعة فقط، وبالرغم من صعوبة هذا المشروع (الإسرائيلي) فنحن لا نغفله على الإطلاق، ونتابعه بكل جدية، ودقة .
الحفر متواصل بالقناة الجديدة
وحول قناة السويس الجديدة، والتشكيك فى جدوى حفرها، والعائد المتوقع منها، قال رئيس هيئة قناة السويس: "لا حكر على فكر، ومن حق الجميع أن يفكر، ولكن الرد سيكون بحفر قناة السويس الجديدة، وأتمنى أن تكون معاول البناء أكثر من معاول الهدم" .
وأضاف أن أعمال التكريك (الحفر غير الجاف) فى القناة متواصلة، وأنه من المنتظر دخول كامل الكراكات فى نهاية الشهر المقبل بعد اختيار أفضل التحالفات المتقدمة، وأن هناك سعي إلى جمع الموانئ
المصرية الستة التى يضمها مشروع التنمية فى منطقة قناة السويس فى كيان اقتصادى واحد بعد أن كانت فى جزر منفصلة، وسط تأكيدات بأنه كما كانت نقطة انطلاق الحروب من قناة السويس فإن معركة التنمية ستبدأ أيضا من هذه النقطة، على حد تعبيره.
وتابع: "طلبنا من الرئيس السيسى أن تكون الهيئة الهندسية (التابعة للقوات المسلحة) الجهة المشرفة على الحفر على الجاف، وذلك لوجود بعض الأعمال العدائية فى شرق قناة السويس، وكان لابد من تأمين العاملين هناك، فضلا عن أن الهيئة هيئة منضبطة ومسؤولة وفى الوقت نفسه تقوم بتأمين العاملين"، بحسب قوله .
وحول قانون الاستثمار الخاص بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، قال إنه يجري التنسيق مع وزارة العدل لإعلان القانون.
وأضاف: عقدنا مؤتمرا مع لجنة من وزارة العدل موخرا لمراجعة كل صغيرة وكبيرة فى "مسودة" المشروع، وقسم التشريع بوزارة العدل يراجع كل صغيرة وكبيرة، ومن المنتظر الانتهاء منه خلال شهر من الآن .
وفاة ثالث عامل بالمشروع
يُذكر أن عاملا بمشروع حفر القناة الجديدة، اسمه باسل محمود محمد (30 سنة)، من محافظة الجيزة، قد لقي مصرعه الأحد، إثر سقوط صخرة عليه من أعلى، أدت إلى تهشيم الجمجمة، وكسور فى أنحاء متفرقة من جسمه.
وقال الدكتور محمد عادل مدير مرفق إسعاف الاسماعيلية إن العامل كان يتولى عمليات إعداد نقل الرمال فى مشروع الحفر على الجاف موضحا أنه لقى مصرعه فى الحال إثر الإصابة، وأن العامل يُعد الحالة الثالثة التى تلقى مصرعها في أثناء حفر القناة الجديدة.