لم يجد مواطن
مصري يعمل سائقا سبيلا للخروج من الضائقة المالية التي يمر بها، ورفض إدارة الشركة التي يعمل بها زيادة راتبه، وانسداد جميع الطرق في وجهه، من أجل إعالة زوجته وطفليه اللذين يدرسان بمدارس خاصة، سوى أن ينتحر شنقا، على لوحة إعلانات ضخمة بطريق القاهرة - الإسماعيلية، الذي كان يمر فيه كل يوم بسيارة الشركة، في طريقه إلى عمله بموقع الشركة في مدينة العبور.
وهز الحادث ضمائر المصريين، والرأي العام، وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، التي أنحى نشطاؤها باللائمة فيه، وفي حوادث
انتحار أخرى شبيهة تزايدت معدلاتها أخيرا، على زيادة رقعة
الفقر بسبب الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها نظام حكم السيسي وأبرزها إلغاء حصص التموين المدعوم لمحدودي الدخل، وخفض دعم الطاقة خاصة "بنزين 80" المُسمى بنزين الفقراء.
وبحسب روايات الصحف المصرية الصادرة الخميس، أكدت التحريات أن العامل المنتحر يعمل سائقا بشركة نقل بالعبور، وكان يمر بأزمة نفسية فقرر التخلص من حياته، وتوقف بسيارة الشركة التى يعمل بها على الطريق، وصعد إلى لوحة الإعلانات، وتخلص من حياته.
وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقي مأمور قسم شرطة مدينة بدر بلاغا من سائقين أفادوا فيه قيام أحد أصدقائهم، وهو "فرج رزق فرج جاد الله" ( 48 سنة)، بالتوقف في طريق مصر - الإسماعيلية الصحراوى بسيارة الشركة التى يقودها.
وأضاف زملاؤه في شهادتهم أنه قام بعبور الطريق الصحراوى، وتسلق لوحة إعلانات بالطريق، وأخرج أحد الحبال من السيارة، وشنق نفسه فى اللوحة، لكنهم انتبهوا إلى الأمر متأخرا، فتوجهوا على الفور إلى القسم، للإبلاغ عن الواقعة.
وعلى الفور انتقل مأمور القسم على رأس قوة خاصة، في محاولة لإنقاذ العامل قبل وفاته، ولدى وصولهم إلى موقع اللوحة الإعلانية، تبين أنه فارق الحياة، فحضرت سيارة إسعاف، ونقلت جثمان السائق إلى المستشفى للتشريح، والتصريح بالدفن.
ومن جانبهم، قال أصدقاء "فرج" بالشركة إنه كان يعانى من أزمة مالية طاحنة، وأن راتبه الشهري يبلغ 1200 جنيه شهريا فقط، وأنه كان لا يستطيع تلبية طلبات أسرته وأولاده المدرسية، فقدم شكوى أكثر من مرة إلى رؤسائه، إلا أنهم لم يستجيبوا لطلبه بزيادة راتبه.
واستمع فريق من عناصر المباحث بقطاع شرق القاهرة، إلى أقوال اثنين من زملاء المنتحر، وأكدا أن "فرج" كان يتحدث دائما عن مروره بضائقة مالية، وأنه حضر إلى الشركة صباح الأربعاء، وتسلم السيارة، وتم تكليفه بالقيام بمأمورية في منطقة الصالحية لكنه انتحر في الطريق.
وقال أحمد رفعت، شاهد عيان على واقعة الانتحار، إن موقع عمله قريب من اللوحة الإعلانية الذي استخدمها العامل المنتحر، مشيرا إلى أنه جاء في سيارة "جامبو"، وصعد أعلى اللوحة الإعلانية، ووضع حبلا، وشنق نفسه.
وتابع "رفعت" -في اتصال هاتفي مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "العاشرة مساء" علي قناة "دريم2" مساء الأربعاء- أن الأهالي قاموا بالاتصال، وإبلاغ الشرطة، وقوات الحماية المدنية كي تتعامل مع المشهد المرعب، خاصة أنهم لم يستطيعوا إنقاذه، لأنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة في الحال.
والأمر هكذا، قالت تحريات المباحث إنه لا توجد شبهة جنائية في الحادث، وإن فرج تخلص من حياته شنقا.
وذكرت صحيفة "المصري اليوم"، الخميس، أن حادثة انتحار "فرج رزق" لم تكن الوحيدة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة؛ إذ شهدت القاهرة والدقهلية، أمس، ثلاثة حوادث انتحار أخرى، في مدينة بدر، والسلام أول، ودكرنس، حيث تحررت محاضر بالوقائع، وتولت النيابة التحقيق.
ففي مدينة السلام بالقاهرة، ألقى "محمد. ع"، مدير إنتاج في مصنع معادن، بنفسه من الطابق السابع فى المصنع، وفقا لرواية عدد من شهود العيان.
وفي مدينة بدر، ألقى سائق بنفسه من الطابق السابع لأحد المصانع. وذكرت التحريات أنه تسلل إلى المصنع، بقصد السرقة، لمروره بأزمة مالية، وعندما طارده عدد من الموظفين ألقى بنفسه من أعلى.
وفى الدقهلية، انتحر عامل بمسجد في قرية القليوبية التابعة لمركز دكرنس، وترك ورقة يعترف فيها بانتحاره دون أن يحدد السبب.
وفي تفاصيل هذه الحادثة ورد أن مدير الأمن، تلقى إخطارا من مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ لضباط مباحث مركز دكرنس بالعثور على جثة صلاح سامى أحمد (40 سنة- عامل بأحد المساجد)، مشنوقا داخل منزله، فانتقلت قوات الأمن، وعثرت على ورقة داخل الحجرة بها اسمه، واعترافه بالانتحار.