شكر عبد الملك
الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله المعروفة إعلاميًا باسم "الحوثي"، الجيش
اليمني على ما أسماه "انضمامه للثورة"، وفي الوقت الذي قال فيه إن يده ممدوة لجميع
المكونات السياسية في البلاد، دعا أنصاره للاحتشاد في العاصمة صنعاء والمحافظات في ما أسماه "
جمعة النصر".
وقال الحوثي، في خطاب مباشر بثّته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته، تزامنًا مع مهرجان نظّمه الحوثيون بميدان التحرير وسط صنعاء احتفاءً بما أسموه "نجاح الثورة"، إن "المرحلة القادمة سنواجه فيها من يقفون أمام تنفيذ اتفاق حل الأزمة (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) والمتضررين منه".
وأضاف: "المرحلة هي مرحلة بناء دولة عادلة، وهذا يتطلب تعاون الجميع.. أصحاب منهج الإقصاء هم من يحرصون على مصادرة حقوق الآخرين".
ومضى قائلاً: "في حالة تنفيذ الاتفاق مع السلطات اليمنية سيتم التخفيف من حالة التصعيد، وسيبقى الشعب مراقبًا لتنفيذ ذلك ومراقبا لأداء الحكومة التي ستتشكل".
وقدّم زعيم الحوثيين الشكر لقوات الجيش التي قال إنها "انضمت للثورة ولم تواجه مسلحي الجماعة".
وأضاف: "نمد أيدينا للإخاء والسلام والتعاون لحزب الإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة بأربع حقائب ومحسوب على جماعة الإخوان المسلمين)، الذي من الممكن أن يعيد لحمته بناءً على مبدأ الشراكة الوطنية".
وأوضح الحوثي أن "الشراكة هي التي تجسّد العدالة، فلا يمكن لطرف أن يفرض نفسه أمام كل الشعب اليمني في الوقت الحالي".
وحول التحديات الأمنية بالبلاد، قال إن "تنظيم
القاعدة من أبرز التحديات الأمنية في البلاد"، مشيرا إلى أنه "صنيعة الاستخبارات الغربية، فالقاعدة تلعب دورًا هدامًا في اليمن".
وطالب بحل القضية الجنوبية وإنصاف الجنوبيين "الذين لم تتحقق لهم العدالة والإنصاف حتى الآن"، بحسب تعبيره.
ودعا الحوثي، في ختام كلمته، إلى الاحتشاد في العاصمة صنعاء والمحافظات فيما أسماه "جمعة النصر"، يوم الجمعة المقبل؛ للتعبير عن "انتصار الجماعة".
وسقطت العاصمة صنعاء، الأحد، في قبضة مسلحي الحوثي بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولا سيما مجلس الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.
وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني، مساء الأحد، على اتفاق مع جماعة الحوثي، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية.
ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، إلى جانب خفض سعر المشتقات النفطية.