بعد أيام من انتشار تسجيل فيديو لجنود من الجيش
اللبناني يعذبون
لاجئين سوريين في
عرسال، انتشرت كتابات
عنصرية تستهدف السوريين على جدران العاصمة بيروت.
ومن بين الشعارت التي كتبت على جدران حي الأشرفية في بيروت: "احذر عدوك.. السوري عدوك" و"ارحل ارحل يا سوري".
وأرفقت الكتابات مع رسم للصليب وفقه عبارة "جنود المسيح"، تحته كلمة "تصليب"، أي على طريقة كلمة "تكبير" التي يكررها المقاتلون الإسلاميون في
سورية.
وكانت تسجيل فيديو انتشر الأسبوع الماضي يظهر عناصر من الجيش اللبناني وهم يقومون بضرب لاجئين سوريين جرى احتجازهم وإجبارهم على الانبطاح على أرض ترابية في بلدة عرسال.
ويبدو في الشريط جنود يعاملون بشكل سيء حوالي ثلاثين رجلا، بعضهم في أعمار متقدمة، ممدين على الأرض وتم تقييد أيدي عدد منهم.
ويضع أحد الجنود حذاءه فوق ساق مبتورة لشاب الى جانبه عكازان، ويسأله باستهزاء قائلا: "هل تؤلمك"؟، قبل أن يهينه ويوجه بندقيته إلى ظهره.
كما يظهر الشريط جنودا يركلون أحد المعتقلين، فيما تكررت الشتائم والكلمات النابية بحق المحتجزين.
ويوضح الشريط أن المعتقلين هم "لاجئون سوريون"، وأن اللقطات صورها عسكري في منطقة عرسال.
وذكر لاجئون سوريون في عرسال أن الجيش أخرج جميع السوريين من أماكن إقامتهم، حيث وضع النساء والأطفال في الخارج تحت الشمس دون أن يسمح لهم بتناول الطعاوم أو الماء لساعات، فيما تم اقتياد الذكور بعيدا، حيث ظهروا في التسجيل.
وقال المتحدث باسم الجيش اللبناني ردا على استفسار لوكالة أنباء "فرانس برس" أن الجيش "على علم بالفيديو"، مشيرا إلى "تصرف محض فردي".
وأضاف أن "قيادة الجيش ضد هذه الممارسات، وهي حريصة على المعاملة الجيدة للموقوفين (...) كل جندي يقوم بممارسات كهذه سيحاسب عليها".
ويشار إلى أن الشعارات ومظاهر العنصرية تنتشر ضد السوريين حتى على مستوى إدارة بعض البلديات التي فرضت ما يشبه حظر التجول على السوريين بحلول المساء، في حين طلبت إحدى البلديات من السوريين مغادرتها.
وفي سياق متصل، ما يزال الناشط الإعلامي السوري أحمد القصير، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، محتجزا لدى مخابرات الجيش اللبناني دون أي تهمة، فيما أفاد محاميه أنه تعرض للتعذيب وسوء المعاملة من جانب عناصر الجيش حين اعتقاله.
وتقدم المحامي اللبناني، طارق شندب، بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد العناصر العسكرية التي قامت بضربه وتعذيبه أثناء التوقيف.
وقال شندب في بيان إنه طلب تعيين طبيب شرعي مدني للكشف على القصير، كما طلب تركه حراً لتجاوز المدة القانونية للتوقيف الاحتياطي.
واعتقل قصير مساء الخميس الماضي من منزله ثم نقل إلى ثكنة أبلح. كما جرى التحقيق معه "وسط ظروف ضاغطة ولأسباب غير واضحة"، حسب محاميه.
والقصير كان ضمن وفد هيئة العلماء المسلمين الذي تعرض لإطلاق النار في عرسال أثناء ذهابهم في آب/ أغسطس الماضي للتفاوض مع المسلحين من أجل اطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية".