يلاقي الإعلاميون
المصريون المؤيدون للانقلاب المصري عدم ترحيب في مدينة
نيويورك، حيث يتربص بهم مصريون معارضون للانقلاب يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعرض حتى الآن كل من
لميس الحديدي ويوسف الحسيني ومحمد مصطفى شردي والصحفيين خالد صلاح وعماد حسين وياسر رزق، لدى وصولهم المطار إلى هتافات معادية واحتجاجات اعتراضا على برامجهم الحوارية، التي تحوّلت إلى "مشتمة" للإخوان ومعارضي الانقلاب، ووصفهم المهاجمون بـ"كلاب العسكر" و"لاحسي البيادة".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيدوهات تصور محاولات الاعتداء على الحسيني وشردي، كما تعرض المكان الذي تصور فيه لميس الحديدي لاقتحام أثناء تقديم برنامجها بمنطقة مانهاتن بنيويورك، ما دفع بطاقم البرنامج إلى الهروب بسرعة من المكان خوفا من المحتجين.
وكان وفد كبير من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب قد سافروا إلى مدينة نيويورك، الأحد الماضي، لمصاحبة الرئيس عبد الفتاح
السيسي أثناء زيارته للمدينة، وذلك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة وإلقاء كلمة له في
زيارة هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة الأمريكية منذ توليه منصبه.
واكتسبت الزيارة أهميتها بعد دعوات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر ضد السيسي هناك، والتنديد بفض اعتصام رابعة العدوية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وما قابلها من دعوات لوقفات تأييدا للسيسي.
مشتمة ضد الإخوان
وتحولت البرامج الحوارية المصرية، مساء الاثنين، إلى "مشتمة" ضد أنصار الإخوان بهد الهجوم على الإعلاميين في أمريكا.
وقلل الإعلامي محمد مصطفى شردي من محاولة الاعتداء عليه، وقال إن عدة أشخاص "ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين" قاموا بسبه، وألقوا عليه بعض الأشياء أمام الفندق الذي يقيم فيه السيسي، إلا أن تدخل الشرطة جعلهم يتراجعون، على حد قوله.
وقال شردي إنه يعتبر محاولة الاعتداء عليه "وسام تكريم على صدره"، وأنه "أفضل تكريم" له، واصفا هذه الأفعال بـ"إجرامية والإرهابية".
وكان شردي قد شارك في مظاهرة نظمها مصريون مؤيدون للسيسي في أمريكا لمساندته في مواجهة المظاهرات المعارضة له، والتي أعلن عن تنظيمها الإخوان في الولايات المتحدة.
من جانبه، شن الإعلامي عمرو أديب، هجوما حادا على جماعة الإخوان وأنصارها في نيويورك، لهجومهم على الإعلامي يوسف الحسيني، والوفد الصحفي المصري بمطار كينيدي.
وحول أعداد المشاركين في المظاهرة، قال أديب إن الإخوان كانوا أمام الفندق المقيم فيه السيسي "خمسة أفراد فقط"، لكنهم يعتمدون على التصوير بالموبايل والهتاف ليعتقد من يشاهد الفيديو أن عددهم كبير، على حد قوله.
كما شن الإعلامي أحمد موسى هجوما حادا على الصحفية المصرية، آيات عرابي، والتي دعت إلى التظاهر أمام الفندق الذي ينزل فيه السيسي في نيويورك، واصفا إياها بألفاظ نابية.
امسك سيسي في نيويورك
وبالتزامن مع هذه الأحداث، أطلق نشطاء معارضون للسيسي هاشتاج جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "#امسك_سيسي_في_شوارع_نيويورك" بهدف رصد التظاهرات المضادة لزيارة السيسي للولايات المتحدة.
وعبر هذا الهاشتاج، نشر المشاركون فيه صورا للمظاهرة التي تم تنظيمها أمام الفندق الذي يقيم به السيسي، والتي رفعت فيها لافتة ضخمة تحمل شعار رابعة.
كما نشر آخرون فيديوهات توضح ما تعرض له الإعلاميون المصريون المؤيدون للسيسي من اعتداء من معارضي الانقلاب ومؤيدي الشرعية.
كما دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة على "فيسبوك" باسم "الراجل اللي تف على يوسف الحسيني" احتفاء بالناشط المصري بهجت صابر الذي صور الاعتداء على الحسيني في مطار كينيدي.
وقال صابر عبر صفحته في "فيسبوك" إن معارضي السيسي قاموا بالاعتداء على الحسيني مرة أخرى مساء الاثنين، مضيفا أن "الحسيني يعشق لعاب الأحرار في نيويورك، لقد بصق على وجهه الليلة أحد الأحرار، ولكمه في وجهه مرتين ما جعل الدماء تسيل من فمه، ولولا تدخل رئيس تحرير اليوم السابع خالد صلاح بالترجي والتوسل إلى الأحرار لما كنا تركنا الحسيني".
وفي محاولة منها لتحسين موقفها، نشرت الحكومة المصرية إعلانات مدفوعة الأجر في شوارع نيويورك تدعو إلى الاستثمار والسياحة في مصر، وتؤكد أن مصر دولة آمنة ومستقرة.
ولم تعلن أي جهة رسمية وقوفها وراء هذه الحملة الإعلانية أو تحمل تكاليفها.
ومن جهته، انتقد الأمين العام لحزب النور السلفي، جلال مرة، المظاهرات المعارضة للانقلاب في مدينة نيويورك، قائلا إنها تضر بمصلحة مصر، داعيا الجالية المصرية في أمريكا إلى حسن استقبال السيسي وعدم اللجوء إلى "الهمجية والفوضى"، على حد تعبيره.