طالب الجنرال
الإسرائيلي إسرائيل زئيف الحكومة الإسرائيلي بمحاولة التأثير في تقديرات الحلف الأمريكي الجديد الاستراتيجية؛ وأن تطور بموازاة ذلك قدرات الرد الذاتية لإسرائيل، لمواجهة أي ارتدادات عكسية للحرب التي يخوضها التحالف الدولي ضد
داعش، يمكن أن تجعل التنظيم أقوى ممّا هو عليه اليوم.
وأبدى زيف سعادته الغامرة بصور الطائرات الأمريكية بلا طيار التي تهاجم داعش، ورأى في ذلك "علامة إيجابية في الطريق إلى إعادة مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة"، محذرا في الوقت نفسه من ارتدادات هذا الهجوم التي "قد تفضي إلى نتائج عكسية".
وفي مقالته لصحيفة
يديعوت الإسرائيلية، الثلاثاء، أكد زيف أن للعملية الأمريكية عيبين جوهريين؛ وهما بحسب الجنرال "أنها لا تعمل إلا على الأهداف التي تحقق غاية لها"، وهذا برأيه لن يفضي إلى القضاء على داعش تماما؛ والأمر الآخر "أن العملية ليس لها إلى الآن أية خطة لترتيب إقليمي جديد يضمن الاستقرار".
ونوه الجنرال إلى أنّ "الخطأ الوحيد السافر الذي أخطأته داعش إلى الآن هو تحديها أمريكا بالقطع المعلن للرؤوس، وهو ما جر الرئيس أوباما إلى التدخل، لكن داعش هي أول من تفهم خطأها وهي تغير في هذه الأيام توجهها الاستراتيجي كليا".
وأشار إلى أنّ داعش أعادت نقل حركتها من الشرق إلى الغرب أي من العراق إلى سوريا والى الشمال حيث الحدود التركية، والتوغل العميق في داخل لبنان حيث قدرة الحلف على التدخل أقل وقدرتها على الاختفاء وحفظ قوتها أكبر.
وحذر من أن دخول داعش إلى لبنان سيضعضع الجبهة السورية كثيرا؛ لأنه سيوجب على نصر الله أن يعيد جزءا كبيرا من قواته لحماية لبنان، وبذلك ستضعف الجبهة في سوريا وتحرز داعش تفوقا آخر في ساحة الأسد، بحسب الجنرال.
وأوضح زيف أن ارتدادات الهجوم الأمريكي يمكن أن تفضي إلى ثلاث نتائج؛ الأولى أن ينجح تنظيم الدولة ـ من غير دخول بري ـ في البقاء وأن يخرج أعظم قوة بعد أن "حارب الغرب كله". والثانية هي إحداث فوضى على الأرض والفوضى مستنبت خصب للإرهاب وتحويل المنطقة إلى شبه الصومال. والثالثة أن الإيرانيين وحزب الله سيقومون باستغلال حقيقة أن داعش ستضعف؛ للسيطرة على المناطق "الموبوءة" في غرب العراق وشرق سوريا ويحققون بذلك خطة "الممر" المتصل بين طهران وبيروت.
ونبه إلى "أنه يوجد في الخلف من ذلك على الدوام نوع من المصالحة السياسية التي أصبحت موجودة بين واشنطن وطهران، وتُستغل لمطالب في الشأن الذري، وهذه نتيجة استراتيجية ستحسن مكانة ايران بصفتها من القوى الإقليمية الكبرى، وتكون أسوأ كثيرا من الوضع الحالي".
ودعا الجنرال الإسرائيلي الولايات المتحدة لاختيار استراتيجية تغاير "الاحتواء"؛ وذلك عن طريق الاعتماد على منظومة الدول والعناصر المستقرة في المنطقة، والجمع بينها على نحو يحتوي المنطقة "الموبوءة" في الوسط ويحاصرها، والغاية هنا هي أن يُمنع ـ في مرحلة الهجوم وبعدها ـ انتشار داعش وإعادة بنائها.
وزاد على ما سبق بالقول "تتطلب هذه الخطوة تجنيد تركيا وتعزيز حدودها الجنوبية التي يمر منها إلى داعش مجندون وأموال. وينبغي التعجيل بمنح كردستان استقلالها بالفعل وإعادة بناء جيش العراق (وهو أمر سيحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل) في الجنوب، وينبغي تقوية الحدود الأردنية أيضا".
واستدرك الجنرال على ما سبق قائلا "لكن أهم اللبنات هي تغيير التصور الأمريكي بشأن سوريا؛ وإدراك أنه لم يعد الحديث هنا عن إصلاح نظام الأسد واستبداله بآخر. فالتفكير في إعادة سوريا إلى سابق عهدها بمساعدة معارضة ضعيفة سيفضي بلا شك إلى خطأ كخطأ العراق، ومستقبل سوريا منقسم فهناك سوريا الصغيرة التي يسيطر عليها العلويون، وشمال كردي موحد وشرق الدولة باعتباره سوريا الجديدة لعناصر المعارضة".
وطالب إسرائيل بإنشاء شريط امني جديد في هضبة الجولان يشبه ذاك الذي كان في جنوب لبنان؛ ليكون شريطا في العمق يمكن أن يصبح "مصفاة" لمنع التوغل والزيادة في جمع المعلومات الاستخبارية في داخل المنطقة وقاعدة لتنفيذ اجتياحات وعمليات في العمق لمواجهة اطلاق نار غير مباشر قد يحدث من عمق سوريا على إسرائيل.
وختم بالتأكيد على ضرورة اتخاذ قرارات سياسية ثقيلة الوزن مع حماس؛ ما من شأنه أن يشدد الخناق على غزة ويفصلها تماما في جنوب إسرائيل، والتفرغ لما يجري في الجبهة الشمالية مع سوريا.