قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه يعتبر "ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب
اليمني".
ودعا أهل اليمن إلى "تغليب لغة الحوار على لغة السلاح"، والحوثيين إلى "التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية، وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر ".
جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد، مساء الاثنين، مذيل بتوقيع رئيسه يوسف
القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، وطالب فيه قادة الدول العربية بتحمل مسؤولياتهم نحو اليمن.
وقال الاتحاد إنه "تابع بأسف وأسى بالغين ما حدث أمس الأحد من اقتتال على أرض اليمن، ومحاولة الانقلاب على الشرعية من قبل جماعة
الحوثيين، وحدوث ما يمكن أن نطلق عليه بالخيانة الداخلية، وتغليب لغة السلاح على لغة الحوار".
وبين أن ما حدث في اليمن "ينذر بخطر كبير، ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة كلها".
وقال إنه "يعتبر ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني، والاتفاقيات التي وقع عليها من بعد ثورة الشباب اليمني العظيم، والتي ارتضاها أن تكون مرحلية حتى يتم بناء اليمن بناءً سليماً، من غير إقصاء أو تخوين، ولا فساد ولا تبعية، ولا قهر ولا ظلم".
وأعرب عن شجبه "هذه الممارسات ذات التوجهات الطائفية المسلحة"، ودعا القائمين عليها إلى "مراجعة أنفسهم قبل أن يدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله".
ودعا الاتحاد جماعة الحوثيين إلى "التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية، ليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر".
ودعا الاتحاد "أهل اليمن جميعا بكل فئاتهم وطوائفهم، إلى أن تكون لغة الحوار هي الأساس بدلاً من لغة السلاح والاقتتال الداخلي".
وحذر الاتحاد كافة الدول التي ساهمت في وصول الحالة في اليمن إلى ما وصلت إليه (دون تحديد تلك الدول)، بأن "هذه المؤامرات لن تؤدي بالخير أبدا لا لليمن ولا للمنطقة بأسرها".
وحذر الاتحاد من "مخططات التفتيت والتقسيم، التي تتعرض لها منطقتنا العربية خاصة، وكذلك المخططات الرامية إلى إقحام المنطقة في حروب وصراعات مستمرة تقضي على أي أمل في الوحدة وتنهك الأمة وتضيع ثرواتها".
وطالب الدول العربية والإسلامية "بتحمل مسؤولياتهم تجاه اليمن وغيرها، وتجنب الحساسية تجاه جماعات بعينها، وتغليب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية على أي مصالح أخرى زائلة، ونؤكد أن الأمة كلها في سفينة واحدة، وعلى الجميع الحفاظ عليها".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة الحوثي على ما ورد في البيان.
ومساء السبت، وقعت الرئاسة اليمنية، وجماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي" اتفاقاً لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، والقوى السياسية، وسط رفض الحوثيين الانسحاب من صنعاء.
ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "أنصار الله" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات.
ويتهم منتقدون، جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائدا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962.