سجّلت رئاسة لجنة التنسيق المشرفة على مخيم للنزوح الداخلي في
سوريا 23 حالة مرضية في مخيم "زيزون" الواقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمحافظة
درعا، منها حالات التهاب الكبد، سببه تلوث مياه الشرب، وعدم توفر العناية الطبية أو الأدوية.
وقال رئيس لجنة التنسيق في مركز زيزون للنازحين "أبو نزار" في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن معسكر الطلائع أو ما يسمى مخيم زيزون، والذي يسكن به قرابة 420 عائلة سورية نازحة، هناك نحو 3700 شخص، يواجهون ظروف إنسانية قاهرة جراء الحصار الخانق المفروض من قبل قوات بشار الأسد وارتفاع الأسعار.
وأضاف أن شبكات الصرف الصحي مدمرة في المخيم، والمياه ملوثة وشحيحة بسبب الحصار، مبينا أن صهريج المياه الواحد وصل سعره إلى 2500 ليرة سورية، أي ما يعادل 105 دولارات أميركية، الأمر الذي نتج عنه إصابة 23 نازحا بحالات التسمم، جراء شربهم المياه الملوثة.
ومن هذه الحالات بحسب أبو نزار، التهاب الكبد بسبب عدم توفر نقاط طبية داخل المخيم، وقلة الأدوات الطبية والمستلزمات الخاصة بمعالجة هذه الأوبئة، على حد قوله.
وقال: "نتلقى بعض الدعم من وحدة الدعم والتنسيق في الائتلاف السوري المعارض بمعدل 2 طن طحين أسبوعيا، وهي كمية لا تغطي النقص الكبير للمهجرين الموجودين في المخيم، حيث أننا نتكلف قيمة 3 آلاف ليرة سورية تقريبا لتجهيز كيس الطحين الواحد في المخابز، جراء الارتفاع الكبير الذي أصاب أسعار المحروقات خلال فترة الحرب".
بدوره، قال عضو اتحاد أنصار الثورة الناشط الإعلامي، أبو محمد الحوراني: "زرت مخيم زيزون منذ أيام، وكانت كل ثلاث عائلات تسكن في غرفة واحدة، ولكل 20 عائلة حمام واحد، بالإضافة إلى القمامة المجمعة بكثرة دون تصريفها، ما ينذر بمخاطر هائلة في ظل انتشار
الأمراض المختلفة والأوبئة التي لا أدوية متوفرة لها داخل المخيم".
وأضاف الحوراني، أن العائلات تستعين بالحطب لتحضير الطعام، وسط خدمات الصرف الصحي المتردية، ونقص كبير جدا في "إبر الكزاز"، وعدم توفر أي خدمات طبية للمخيم.
وحول المعونات والمساعدات المقدمة، قال مسؤول المخيم، إن آخر المعونات الغذائية تم توزيعها في شهر رمضان الماضي، أي منذ حوالي أكثر من شهرين، وكانت مقدمة من قبل وحدة التنسيق والدعم، ولم يتلقى المخيم أي دعم بعدها.
وأشار مسؤول المخيم، إلى تواجد 24 زوجة شهيد مع أطفالهم و29 زوجة مصاب بإصابات بليغة "كفقدان أحد الساقين أو بتر اليد أو إصابة البصر"، كما يوجد في المعسكر 13 عائلة من أهالي المعتقلين داخل سجون الأسد، أو من الذين تم فقدهم نهائيا دون أي معلومة عن إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وذلك على يد جيش النظام والميليشيات المقاتلة في صفوفه.
ويضم المعسكر ما يزيد عن 540 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 6 – 14 عاما لا يتلقون التعليم أبدا، ولا يتواجد في المعسكر أي مدرسة تعليمية.
وحول تواصل المخيم مع الحكومة المؤقتة والائتلاف السوري المعارض بهذا الشأن، قال رئيس لجنة التنسيق في المخيم، إنهم قاموا بمراسلة الحكومة المؤقتة والائتلاف والمحافظ الجديد المعين في الحكومة المؤقتة، دون أي نتيجة تذكر.
ويصنف معسكر الطلائع في قرية زيزون الحدودية مع الأردن من المراكز الأولى في إيواء السوريين النازحين من مناطق مختلفة جنوب البلاد في محافظة درعا، هربا من عمليات النظام السوري والبراميل المتفجرة التي يلقيها طيرانه.
يشار إلى أن العائلات الموجودة في المخيم هي أسر شهداء ومعتقلين أو مفقودين جراء الصراع الدائر، معظمهم من النساء والأطفال هجروا من منازلهم من مدن وبلدات عدة، منها نوى والشيخ مسكين، وعتمان، وانخل، ومن بلدات ريف دمشق، ومحافظة القنيطرة.