ارتفعت حصيلة ضحايا اشتباكات
الجيش اليمني، مدعومًا بلجان الدفاع الشعبي، مع مسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، الاثنين، في محافظة
الجوف (شمالا) إلى 14 قتيلاً بينهم عشرة حوثيين، بحسب مصدر قبلي.
وقال المصدر، إن "عشرة مسلحين حوثيين قتلوا اليوم في اشتباكات مع قوات الجيش مدعومة بلجان الدفاع الشعبي (مسلحون قبليين موالين للجيش) في مديرية الغيل بمحافظة الجوف".
وأضاف أن "ثلاثة من أفراد لجان الدفاع الشعبي قتلوا، بالإضافة إلى مقتل جندي في الجيش خلال تلك المواجهات".
وأوضح أن "مسلحين حوثيين هاجموا عدة مواقع للجيش وللجان الشعبية بشكل كثيف في مديرية الغيل؛ ما أدى إلى وقوع اشتباكات".
وكان مصدر قبلي قال إن "جنديًا في الجيش قُتل بالإضافة إلى مقتل اثنين من لجان الدفاع الشعبي في اشتباكات مع مسلحين حوثيين في الغيل".
وفي الشرق، قصف الطيران الحربي، الاثنين، مواقع في محافظة مأرب (شرقا) يتمركز فيها مسلحون حوثيون، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن الطيران نفّذ ثلاث غارات استهدفت تجمعات لمسلحي
جماعة الحوثي في منطقة وادي الخانق بمديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب، دون مزيد من التفاصيل.
ومنذ أشهر، تدور مواجهات بين الجيش اليمني، تسانده اللجان الشعبية، من جهة، وبين مسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى، في محاولة للسيطرة على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، والمحاذية لمحافظة صعدة، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ عام 2011.
وأعرب مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر، الاثنين، عن حرص الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على الإسراع في إيجاد حل سلمي للإشكالية القائمة في اليمن.
وخلال لقائه رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة بأربعة حقائب)، محمد اليدومي، تحدث بنعمر عن أهمية "أن تعمل جميع الأطراف في اليمن على استكمال مهام المرحلة الانتقالية لضمان أمن اليمن واستقراره".
وقال اليدومي، بحسب الموقع الرسمي للحزب، إن "الحوار الجاد والمسؤول هو السبيل الأسلم لحل كافة الإشكالات، بعيدا عن لغة العنف والسلاح".
ودعا إلى أن "يدرك الجميع أن إغراق اليمن في الفوضى سينعكس على المنطقة والإقليم".
وإضافة إلى ما تشهده محافظة الجوف، تقيم جماعة الحوثي، منذ 14 آب/ أغسطس الماضي، خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة صنعاء، قبل أن تقيم خيامًا أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها بـ"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
ويتواصل التصعيد الحوثي رغم المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني، قبل نحو أسبوعين، لحل الأزمة، وتتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمالا)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر إلى جماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائدا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962.