كتاب عربي 21

خطاب إعلان الفشل وبيع الوهم (2 – 2)

1300x600
انتهينا في المقال السابق عند طرح هذا السؤال ثالثاً: "هل ينوي السيسي خصخصة الكهرباء؟".
وطرحُنا لهذا السؤال لم يأت من فراغ ولكن على خلفية ذكر السيسي للشركات التي قال إنها تنتج الكهرباء وتريد أن تبيعها للدولة بالسعر التجاري لإنتاجها؟!! ومن سؤال إلى سؤال، نقول: أين الشركة القابضة للكهرباء المملوكة لوزارة الكهرباء والتي تمتلك كل محطات الكهرباء إلى هذه اللحظة وتنتج الكهرباء وتحاسب الجمهور والدولة؟ هل سينتهي دورها في المستقبل القريب وتعتمد مصر على محطات "خاصة" لإنتاج الكهرباء وبيعها للدولة بأسعار استثمارية؟! 

رابعاً: لماذا لم تتحدث في كلمتك عن المشروع النووي السلمي لإنتاج الكهرباء بالضبعة في معرض الحديث عن إنتاج الكهرباء؟! مجرد سؤال بريء عابر؟! وهل ثمة علاقة بين هذا التجاهل لذكره واستحواذ الجيش على بعض أراضي المشروع لبناء مساكن وشواطئ للأهالي المتضررين من ضم أراضيهم للمشروع ؟! ولماذا استحوذ الجيش على أرض مملوكة لهيئة الطاقة النووية التابعة لوزارة الكهرباء؟! وهل ستبني مصر مفاعلها النووي السلمي لإنتاج الطاقة والكهرباء؟! وإذا كانت الإجابة "نعم"، فلماذا تجاهلت ذلك في حديثك عن السنوات الخمس المقبلة؟! وإن كانت الإجابة "لا"، فلماذا؟! أين المشروع النووي؟!

خامساً: لماذا تجمع من الشعب 8 مليارات دولار لتوسعة قناة السويس في وقت لا توجد فيه الطاقة الكافية للقيام بهذا المشروع أو غيره؟! حيث إن ما هو موجود وقائم من مصانع وأعمال واستثمارات يتوقف الآن بسبب عجز الطاقة؟ ألم تستمع لصديقك صاحب مصانع «اللمبات» الموفرة السيد محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات وهو يقول إن مصانع الحديد والأسمنت في توقفت بسبب عجز الطاقة؟! لماذا لا تسدد إذن للشركاء الأجانب العاملين بمجال البترول والغاز ديونهم والبالغة 6.5 مليار دولار لينتجوا الغاز وتتوفر الكهرباء وتحل «المعضلة» في إنتاج الطاقة مادمت قادرا على جمع الأموال من الشعب؟! أم إن هذا لن يحقق «الشو» والشرعية الوهمية لإنجاز مشروعات كبرى تعويضاً عن الشرعية الشعبية التي تفتقدها؟! وعلى حساب إغراق البلاد؟! 

سادساً: كيف ستأتي الاستثمارات، خصوصاً في مجال الطاقة، وأنت تستغل كل حادثة لتعلن أن مصر في حالة حرب على الإرهاب؟! والدبابات والمجنزرات بالميادين؟! وقوات أمنك تقتل أسبوعياَ العشرات والمئات من المتظاهرين السلميين ضد انقلابك؟! ولماذا استدعيت هذه الحرب التي تخوضها مصر في حديثك هذا عن الكهرباء، هل لتغطي فشلك كما درجت العادة لتبرير اخفاقاتك بمحاربة الإرهاب؟! هل هذه هي «السلعة» التي تجيد بيعها فقط بحكم خبرتك المخابراتية العسكرية؟! أم ما زالت هي الحجة البالية التي تجعلك كما وصفك منافقو كل العصور بأنك «مرشح الضرورة»؟! أم للمزيد من الترويج لـ "سخافات" و«خزعبلات» أذرعك الإعلامية بأن «الجماعة الإرهابية» و"التنظيم الدولي للإخوان" وراء قطع الكهرباء؟!

سابعاً: بما أن مصر تعاني كل هذا من قلة الموارد المالية وهو السبب الرئيسي الذي عزوت له عدم إنشاء محطات توليد طاقة جديدة، هل أعلنت للشعب الكلفة الاقتصادية الباهظة التي تسبب بها انقلابك العسكري على نظام الحكم المدني الديموقراطي؟! هل كشفت للشعب عن هروب الاستثمارات وانعدام موارد الدخل للدولة وزيادة عجز الموازنة والدين لعام للدولة والتضخم لأرقام غير مسبوقة بسبب الانقلاب وكأحد آثاره المباشرة؟! هل أعلنت للشعب عن خروج واحدة من كبرى الشركات الأجنبية منتجة للغاز حالياً في مصر -والذي يستخدم في إنتاج الكهرباء- وهي شركة BG بعد الانقلاب نتيجة لعدم قدرة سلطة الانقلاب عن تدبير مستحقاتها من الإنتاج وخسارتها الفادحة نتيجة لهذا مما أدى بها إلى الخروج من السوق المصري؟! أم هل حدثت المصريين عن تسديد فواتير دعم الانقلاب التي لا حصر لها، وآخرها تنازل سلطتك عن 150000 فدان لشركة استثمارية «إماراتية» بلا مقابل لتقيم عليها مجمعاً صناعياً كبيراً وبتمويل من أموال المصريين من البنوك المصرية؟! نعم مجاناً، في حين أن أقل قيمة سوقية لها هي 1.5 مليار جنيه؟!

ثامناً: وفي إطار هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة للبلاد، التي تستلزم التقشف والتوفير والبحث عن حلول للتمويل كما تزعم لماذا لم تتحدث في خطابك عن زيادة مخصصات الجيش (وزارة الدفاع) والتي وافقت في ميزانيتك الأولى بعد الانقلاب على زيادتها بمقدار 27% عن العام الماضي قبل الانقلاب بزيادة قدرها 9.1 مليار جنيات، وزيادة مخصصات هيئة الشرطة بزيادة قدرها 4.1 مليار جنيه، بالإضافة إلى زيادة مخصصات حاشيتك برئاسة الجمهورية المغتصبة بزيادة قدرها 31 مليون جنيه؟! هؤلاء فقط 13.5 مليار جنيه كان بالإمكان استغلالها في إدخال محطتي كهرباء في إنتاج العام الجاري؟! 

تاسعاً: بما أنك تحدثت عن معاناة أهل مصر في الريف والنجوع من أزمة الصرف الصحي والمياه، ذكرني حديثك بتخفيضك الشديد لميزانية تنمية الصعيد، وتبخر ميزانية تنمية سيناء التي رصد لها الرئيس المنتخب ديموقراطياً 4 مليارات جنيه في وقت أعلنت فيه الحرب على أهالي سيناء كافة تحت ذريعة مكافحة «عناصر» إرهابية، في حين لم تخبر الشعب من هم وما أعدادهم ولماذا يضرب الجيش المصري أهالي سيناء ومناطقها بشكل عشوائي بما يمثل عقاب جماعي و خلق نزعات الثأر لديهم، ثم تأتي بعدها لتعرض على رئيس السلطة الفلسطينية تخليك عنها لتوطين الفلسطينيين وهو ما رفضه الفلسطينيون أنفسهم؟! 

عاشراً: كيف تتحدث عن مواجهة مجتمعية للتحديات الاقتصادية، وفي القلب منها في حديثك تحدي الطاقة، وتكاتف الشعب المصري معك، وأنت تقتل الآلاف من أبناء هذا الشعب وتعتقل عشرات الآلآف وتعذب الآلآف وتغتصب وتنتهك قواتك الأمنية بنات الشعب المصري وتعادي وتعتقل طلاب الجامعات من الشباب وتخشى مجرد دخولهم جامعاتهم، لعلمك أنهم يرفضونك وسيتظاهرون ضدك وضد سلطتك الانقلابية ليسقطوها؟! بينما تبث أذرعك الإعلامية الكراهية والعداء والفرقة بين أبناء الشعب؟! 

ستسقط دولة الجنرالات ورجال الأعمال الفاسدين وستحيا مصر حرة وستحاكم يا سيسي، ليس على اغتصابك السلطة وفشلك وعجزك وتسويقك الوهم، بل لارتكابك مذابح وجرائم ضد الإنسانية في حق أبناء الشعب المصري لا تسقط بالتقادم ولن نتركك دون أن تحاسب عليها. 
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع