بعد تنكر الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي لثورة فبراير خلال الفترة الماضية، استعان هادي بثوار اليمن الذين عادوا مجددا إلى الساحات والميادين في مختلف محافظات البلاد وذلك لاستعادة التوازن في المشهد السياسي المرتبك بعد أن اختلت حساباته نتيجة تحركات الحوثيين المدعومة من الرئيس السابق علي صالح لإسقاط النظام السياسي القائم.
ويرى ناشطون في
ثورة فبراير أنه "مهما تنصلت السلطة الانتقالية من الثورة إلا أن ثورتهم ستظل خيارا استراتيجيا لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ومسارا متجددا لمواجهة قوى الثورة المضادة التي يقودها الحوثيين بمساندة من جناح المخلوع صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقاً".
ويعتقد الإعلامي والناشط في الثورة اليمنية محمد المهدي أن "الرئيس هادي جزء من النظام السابق وإن حاولوا التدثر بثياب الثورة وما حصل بينه وبين المخلوع صالح مؤخرا لا يعدو صراع نفوذ، واصفا الرئيس اليمني الحالي أنه "ربيب المخلوع صالح".
وقال المهدي لــ"عربي 21" إن "هادي استطاع من خلال بعض مستشاريه تمديد فترة حكمه من خلال خلق التوازنات التي تجعل القوى كلها مضطرة للعودة إليه بعدما جعل من نفسه محور توافق اضطراري؛ فصار يضرب كل طرف بالآخر "من خلال مسرحية "الاستغباء غير أن هذه الحسابات لم تبقى طويلا، وما حدث مؤخرا للرئيس هادي خير دليل".
لم يختلف الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي عما تحدث به المهدي حول أن "الرئيس هادي تسلم الرئاسة وهو جزءً من السلطة التي قامت ضدها ثورة الحادي عشر من فبراير 2011، وكان أكثر تحفظاً في التعبير عن مواقفه ومشاعره تجاه ثورة الشباب، ولذلك جاء هذا الموقف متدرجاً، حتى بلغ ذروته مع اختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي امتدح ثورة الشباب السلمية".
وأضاف التميمي لــ"عربي 21" أنه "لا يمكن وصف موقف الرئيس هادي من ثورة الشباب بالازدواجية، لكن هنالك سلوكا رئاسيا سمح بتقليص نفوذ قوى الثورة من خلال تحييد دور الدولة حيال حروب الحوثي التي قامت في محافظتي صعدة وعمران واستخدام كل إمكانيات القوات المسلحة اليمنية، حتى تم إسقاط محافظة عمران والسيطرة على أكبر معسكرات الجيش فيها منتصف تموز/ يوليو الفائت".
وأوضح التميمي أن "ثورة الشباب أكبر من أن تكون ورقة سياسية بيد أي طرف سياسي أو حتى بيد السلطة الانتقالية، فالثورة تتجدد اليوم، لكي تفضح وتقزم خطط الانقلابين التي تنفذ باسم الشعب، وتهدف إلى تصفية ثورة الشباب والتسوية السياسية والسلطة الانتقالية عبر ثورة مضادة تساندها قوى إقليمية، لاسيما إيران التي تخطط علنا، لإسقاط الدولة وتفتيتها".
من جهته، أكد الناشط السياسي ناصر البناء أن موقف الرئيس هادي واضح جدا، ليس فقط بإجهاض الحلم وعدم إشباع طموح الجماهير التي ثارث من أجل التغيير، وإنما فرط في الكثير وأوصل البلد من حافة الانهيار إلى قعره".
وأضاف لــ"عربي 21" أن دعوة الرئيس اليمني للاصطفاف الوطني على أثر حشود الحوثيين واعتصاماتهم المسلحة في صنعاء إنما يأتي لدفع خطرهم المحدق به، بعدما سمح لهم بالتمدد والتوسع في مناطق ومحافظات عدة في اليمن على حساب السيادة الوطنية".
وتشهد ساحات وميادين التغيير في اليمن، عودة الثوار إليها، استجابة إلى الدعوة التي أطلقتها قوى ثورية تشكلت باسم "هيئة الاصطفاف الوطني" لحماية مكتسبات الثورة اليمنية.