قال رئيس الحكومة
اللبنانية تمام سلام الأحد، إن الإرهابيين يسعون إلى إحداث فتنة في لبنان "ستكون المدخل لخراب
السلم الأهلي"، وإن حكومته مستمرة في مساعيها لإطلاق سراح الجنود المخطوفين لدى تنظيمي "الدولة" (
داعش) و"
جبهة النصرة".
ومضى سلام قائلا، في كلمة متلفزة، إن أحداث بلدة عرسال الأخيرة "فصلٌ من صراعٍ طويلٍ مع الإرهاب".
وإثر توقيف السلطات في لبنان قياديا في جماعة مسلحة تقاتل في سوريا، اندلعت معارك في عرسال، استمرت 5 أيام بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة سنية جاءت من سوريا وتقاتل نظام بشار الأسد، بينها "داعش" و"النصرة"، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالاضافة إلى خطف أكثر من 20 منهم.
وأشاد رئيس الحكومة اللبنانية بـ"قدرة اللبنانيين، رغم انقساماتهم السياسية الحادّة، على كَبحِ تداعياتِ هذه الأعمال الإرهابية، والحيلولة دون تحقيقِ هدفِها الأبرز، وهو إيقاع الفتنة في البلاد".
ودعا اللبنانيين إلى "التمسك بهذا النهج كسبيل وحيد لاجتياز الامتحان الصعب الذي نواجهه جميعاً".
وتابع: "يجب أن نعرفَ أنّ الفتنة التي يسعى إليها الإرهابيون، وقد يَسْتَسْهِلُها الجَهَلَةُ وأصحابُ النفوسِ الضعيفة، هي المدخلُ إلى خرابِ السّلم الوطنيّ".
واعتبر أن مشاعرَ الحزن والأسى لدى أهالي العسكريين المخطوفين وجميع اللبنانيين، هي "مشاعرٌ طبيعيةُ تحظى بكلّ احترام وتفهّم".
واستدرك بقوله إن قطع الطرقات في المناطق اللبنانية "يسيء للشهداء، ويسيء لقضية أبنائنا الأسرى، وكاد يودي بالبلاد إلى منزلقات خطيرة".
وأضاف أن اللجوء إلى إغلاق الطرقات وتعطيلِ الحركةِ في البلاد "لن يعيدَ إلينا عسكريينا"، و"المواجهةُ هي مع العدوِّ الارهابي، وليسَ في الداخل مع بعضنا البعض".
وكان لبنانيون غاضبون أغلقوا مساء أمس طرقات رئيسية في عدة مناطق لبنانية؛ احتجاجا على تبني تنظيم "داعش" ذبح جندي لبناني ثان كان أسيرا لديه، هو الجندي الشيعي عباس مدلج لمحاولته الهرب، بحسب ما صرح به قيادي في التنظيم.
ومضى سلام بقوله: "إذا كان الألمُ كبيراً، فإنّ الأكثرَ إيلاماً هو السماح للإرهاب بالنَفاذِ من شقوق خلافاتنا السياسية، ليعبَثَ بنسيجنا الوطني، ويتسبّب بفتنة مذهبيّة يسعى إليها كل يوم القتلة المجرمون".
ووصف خاطفي الجنود بأنهم "همجيون، لا دينَ لهم، ولا يفهمون إلّا لغة الذبح لاعتقادهم أنها ستوصلهم إلى تحقيق مآربهم".
وقال رئيس الوزراء اللبناني إن الحكومة "تنظر في كل السبل الكفيلة بتحرير أسرانا.. كما أننا نواصلُ الاتصالات والمساعي في كل اتجاه للوصول إلى هذه الغاية".
وتوجه بالشكر إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "على مساعيه المستمرة لمساعدة لبنان على تجاوز هذه المحنة".
وختم بمناشدة وسائل الاعلام اللبنانية كافة "إيلاء عناية كبيرة في هذه المرحلة الحسّاسة، والابتعاد عن كل ما يثير الحساسيّات والمشاعر".
وأعلن "داعش" السبت أنه وافق على الموفد القطري كقناة وحيدة للتفاوض بشأن الأسرى لديه.
ويحتجز التنظيم تسعة عسكريين لبنانيين، فيما تحتجز "جبهة النصرة" 13 عسكريا بعد أن أفرجت يوم 30 آب/ أغسطس الماضي عن 5 من أصل 18 عسكريا تحتجزهم منذ اشتباكات عرسال.
وأعلنت "هيئة العلماء المسلمين" الأسبوع الماضي، أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.