قال الناطق باسم حركة "
النهضة" في
تونس، زياد
العذاري، الأحد، إن الحركة قررت عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشح من داخلها على أن تتحاور مع باق القوى في البلاد لدعم مرشح مستقل توافقي.
وأوضح العذاري أن "اختيار مرشح مستقل من شأنه أن يحفظ أهداف الثورة، ويحقق وحدة التونسيين".
وأضاف أن الحركة بذلك "لا تريد أن تكون حزبا مهيمنا يرغب في السيطرة على جميع المواقع السياسية".
واعتبر العذاري أن هذا الموقف "يبعث برسالة مفادها أن الحركة حزب كبير وقوي له مكانته بين القوى السياسية في تونس، وهو ما جعله يتخلى وبشكل طوعي عن ترشيح أحد المنتمين إليه من أجل تحقيق التوافق والعمل المشترك مع باقي الأحزاب السياسية".
وتابع بأن "حزب النهضة يريد من خلال ذلك تجنب منطق الاستقطاب الثنائي، الذي من الممكن أن ينتج عن مشاركته في الرئاسيات (الانتخابات الرئاسية)، وهو ما قد يخلق فرقة وانقساما في الأوساط التونسية، وبالتالي تجنبت النهضة ذلك حفاظا على وحدة صف التونسيين".
وبحسب الناطق باسم حركة "النهضة" فإنه "لم يتم تحديد اسم معين ليترشح للانتخابات، وستكون هناك حوارات بين قيادات الحزب وباقي القوى السياسية والشخصيات الوطنية من أجل التوصل إلى شخصية من شأنها أن تكون مناسبة لخوض تجربة الانتخابات الرئاسية".
ويُفتح الاثنين باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ويستمر حتى 22 من الشهر نفسه.
وكانت أكثر من 30 شخصية تونسية أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وكانت حركة "النهضة"، التي تتمتع بشعبية واسعة، قد فازت في أول انتخابات أجريت عام 2011، بعد أن أطاحت ثورة شعبية في ذلك العام بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي.
وشكلت الحركة حكومة ائتلافية مع حزبين علمانيين، هما المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي للعمل والحريات، غير أن اغتيال معارضين علمانيين اثنين خلق أزمة سياسية واحتجاجات ضد حركة "النهضة"، ما دفعها إلى الانسحاب من الحكومة التي حلت محلها نهاية العام الماضي حكومة كفاءات غير حزبية.