أكد رئيس المكتب السياسي في جماعة الإخوان المسلمين في سورية حسان الهاشمي أن ذبح الصحفيين الأمريكيين من طرف عناصر دولة العراق والشام، كان فاجعة مؤلمة شعر بها السوريون ربما أكثر من غيرهم لما تعكسه من صورة معاناتهم اليومية بين مطرقة
النظام وسندان "
داعش" والتي ما زالت تقتلهم منذ ثلاث سنوات ونصف أمام تخاذل وتجاهل المجتمع الدولي.
وحذر الهاشمي في رسالة بعث بها إلى قمة "
الناتو" المجتمعة في "ويلز" البريطانية، من أن الأخطر من ذلك أن يمضي المجتمع الدولي في التعامل مع خطر "داعش" متجاهلاً خطر النظام الذي هدّد وتوعّد بنقل المعركة إلى المدن الأوروبية والأمريكية وتركه ليكمل مجزرته بحق الشعب السوري الأعزل.
واتهم الهاشمي النظام السوري بالوقوف خلف ظهور تنظيم دولة العراق والشام، وقال: "بتخطيط مسبق وعمل محكم، أطلق النظام يد هؤلاء المجرمين في طول البلاد وعرضها.. ليقتلوا الأبرياء ويدمّروا البلاد ويحرقوا الأخضر واليابس.. فهل يتحرك العالم قبل أن تمتدّ النار إلى مدن العالم الآمنة؟".
وأضاف: "في الأمس القريب شاهد العالم مجرمي داعش وهم يذبحون الصحفيين الأمريكيين ويهددون بذبح المزيد في جريمة إنسانية بشعة، يتحمّل نظام أسد مسؤوليتها ابتداءً وانتهاءً.. فالعالم ما يزال يذكر تهديدات النظام السوري التي أطلقها إبان انطلاق الثورة السورية على لسان بعض مسؤوليه مهدداً بنقل المعركة إلى ميادين وساحات المدن الأمريكية والأوربية إن قام العالم الحر بدعم الثورة السورية. في ذلك اليوم تفاوتت ردود أفعال العالم بين التجاهل والاستخفاف بتلك التهديدات التي أطلقها النظام.. لكن النظام في حقيقة الأمر وضع تهديداته موضع التنفيذ بدعم وحماية أول تشكيل متطرف في الأرض السورية. لم يكن النظام ليقدم على تنفيذ وعيده من خلال عناصره أو باستخدام أدواته المباشرة.. فقد كان واضحاً أن النظام الذي خبر تصدير الإرهاب وممارسته في لبنان والعراق والخليج العربي سيستخدم تلك الخبرة في تنفيذ مثل هذا الوعيد الجاد لإنقاذ عرشه الذي أقامه على عقود من الفساد والاستبداد".
وأشار الهاشمي إلى أن إيران ساعدت النظام السوري في هذا النهج، وقال: "بدعم إيراني وتخطيط مشترك، وعلى نفس طريقته المعتادة، أعاد نظام أسد الكَرّة في ميدانه هذه المرة، ليطلق يد الإرهاب من جديد.. ليعيث في الأرض فساداً وليعلن الدولة المزعومة. وتزامن مع ذلك تنفيذ إيران خطتها التي تهدف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية هامة من خلال استخدامها لخيوط اللعبة التي تمسك بها من أجل قبولها كشريك للمجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب.. وليتحول صانعوا الإرهاب إلى شركاء في الحرب عليه".
وأعرب الهاشمي عن أسفه لأن إيران تتخذ من سورية ورقة لتحسين شروط تفاوضها مع المجتمع الدولي، وقال: "لقد حقّق الطرف الإيراني الأدهى نجاحات سياسية عديدة على الصعيد الدولي.. كان لبعضها أهمية استراتيجية بالنسبة لإيران، عزّز من خلالها موقعه الإقليمي وبرز بصورة الشريك المعتدل الجديد، مقابل أثمان بخسة دفعها ممّا لدى حلفائه مثل الكيماوي السوري وقبوله بتغيير المالكي، بالإضافة إلى بعض المرونة في تفاصيل ثانوية في مشروعه النووي. وبنفس تلك المهارة والمرونة السياسية التي لعبت فيها إيران متنازلة عن حليفها المالكي في العراق، يستمر اللعب مفتوحاً على احتمالات عديدة تعتمد على أداء الطرف الدولي في الموضوع السوري.. بينما تحتفظ إيران بخيوط اللعبة بشكل يمكنها من تحسين ظروف تفاوضها وتوجيه مسار الأحداث حين يتطلب الأمر".
ودعا الهاشمي المجتمع الدولي إلى عدم التجاوب مع مطالب النظام لتحقيق شراكة في الحرب ضد دولة العراق والشام، وقال: "إنّ المجتمع الدولي مطالب بعدم التجاوب مع محاولات النظام اليائسة لتحقيق شراكة ما للحرب على داعش، بل ينبغي الحرص على أهمية القضاء على خطر النظام الذي هدّد وتوعّد بنقل المعركة إلى المدن الأوربية والأمريكية مثل حرصه على القضاء على داعش التي قامت بتنفيذ تهديدات النظام بخطف المدنيين الغربيين وقتل الصحفيين الأمريكيين في تحدٍّ واضح للعالم أجمع"، على حد تعبيره.