"المشاكل التي عانى منها
مرسي عادت لتلاحق
السيسي"، علقت صحيفة "فايننشال تايمز". فانقطاع التيار الكهربائي الذي أثر على معظم الجمهورية العربية
المصرية عطل التجارة والنقل وعرقل حياة الملايين من المصريين.
وعانى القطاع المالي من الإسكندرية في شمال مصر إلى أسوان مرورا بالقاهرة من توقف عن أعمالهم التجارية، فيما توقفت محطات التلفزة عن البث بسبب
انقطاع التيار الكهربائي. وتقول "فايننشال تايمز" إن القطع أوقف وصول المياه وحركة النقل وأثر على المستشفيات وخدمات الإنترنت.
وفي الوقت الذي كان فيه سبب القطع عطلا فنيا، فإنه عُدّ الأوسع وأنه غير عادي أضر بحياة المصريين العاديين المحبطين الذين يكافحون من أجل للحصول على لقمة العيش، وسط ارتفاع مستمر في الأسعار وزيادة في نسبة البطالة.
ونقلت عن محمد السيد، صاحب بقالة في وسط القاهرة قوله: "لقد أتلفت كل المنتجات في الثلاجة: البوظة واللحم والخضروات والجبنة والشوكولاتة".
وذكرت الصحيفة أن قطع التيار الكهربائي المستمر كان سببا في إشعال الغضب ضد الرئيس محمد مرسي الذي أطاح به الجنرال عبد الفتاح السيسي العام الماضي وحل محل حكومته حلفاء سابقون للرئيس المعزول حسني مبارك.
وحتى الآن تجنب السيسي حوادث قطع التيار الكهربائي ومشاكل الطاقة المتجذرة في عدم قدرة مصرعلى دفع فواتير الطاقة المستحقة عليها للشركات الدولية. وقالت وزارة النفط المصرية يوم الأحد، إن الإمارات العربية المتحدة ستزود مصر بكميات من النفط قيمتها 9 مليارات دولار من بداية هذا الشهر.
واضطر عدد كبير من أصحاب الأعمال إلى تحمل نفقات إضافية وتكاليف ليست في الميزانية. ويقول محمد فوزي صاحب محل خياطة إنه "كان علي استئجار مولد كهربائي يكلفني في الشهر 5 آلاف جنيه مصري (700 دولار أمريكي) في الشهر، لتشغيل لمبة واحدة وأربع آلات خياطة"، وأضاف أن "هذا يؤثر بالطبع على عملي.. أحتاج ليومين حتى أنهي القطعة، وكل زبائني غاضبون مني، حيث أحدد لهم موعد الاستلام ودائما أتأخر".
وسارعت القنوات التلفازية المملوكة من النظام لإلقاء اللوم على الدكتور محمد مرسي والإخوان المسلمين، وهو ما استبعده محمد شاكر، وزير
الكهرباء. ولكن بعض المصريين عبروا عن خشيتهم من انتقاد أداء السيسي بسبب القمع الذي يمارسه النظام ضد المعارضة.
وكانت حكومة السيسي قد وعدت بالتغلب على المشكلة في أربعة أشهر، وقامت بقطع الدعم عن الطاقة الكهربائية بدون تأثير على الاستهلاك. واقترح منير فخري عبد النور، وزير التجارة منع استيراد مكيفات الهواء يمكن تشغيلها على درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية. فيما طلبت الحكومة من بعض المصانع تعليق عملياتها.. ويقول وائل زيادة، المحلل الاقتصادي في شركة "إي أف جي- هيرمس" للاستثمارات "استمرار القطع تعني فقدان يوم"، و"حتى لو كان عندك مولد كهربائي فأنت تشعر بشلل الحياة الاقتصادية، وهذا ما تتوقعه من بنية تحتية عتيقة كان يجب التصدي لها كحاجة طارئة، وفي وقت مبكر".