قال المرجع الشيعي الأعلى في
العراق علي
السيستاني، الجمعة 29 آب/ أغسطس، إنه يتعين على الفصائل السياسية في البلاد العمل بشكل عاجل على تشكيل حكومة تمثل الجميع في بغداد للتصدي لمقاتلي الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات شاسعة من شمال العراق وغربه.
واستخدم السيستاني خطبة الجمعة التي يلقيها أحد مساعديه لتوجيه دعوات مختلفة منذ بدء تقدم قوات الدولة الإسلامية السنية، وبخاصة لدعوة المتطوعين إلى لقتال إلى جانب القوات الحكومية.
وجاءت خطبته الجمعة في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء المكلف حيدر
العبادي المحادثات لتشكيل حكومة جديدة.
وتعثرت محادثاته هذه بسبب خلافات بين الكتل السياسية المختلفة وبانسحاب بعض قادة السنة منها بعد أن قتل مسلحون شيعة عشرات المصلين في مسجد سني.
وقال السيستاني في خطبته التي ألقاها نيابة عنه مساعده أحمد الصافي "أنه لا بد من التعجيل والإسراع بتشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات بأنهم مشاركون وممثلون فيها ضمن معايير وضوابط صحيحة مبنية على أساس خدمة البلد، كل البلد."
وأضاف أن الحكومة يجب أن "تحمل رؤية واضحة في تشخيص المشاكل الحالية والمستقبلية، الخدمية والأمنية والاقتصادية وغيرها. وتمتلك الحلول المناسبة لكل مشكلة من خلال نظام داخلي يحدد عمل الحكومة ويوضح الصلاحيات ويوزعها والعمل بروح الفريق الواحد."
وأمام العبادي حتى العاشر من سبتمبر لتشكيل حكومة اقتسام السلطة.
وحظي تعيين العبادي بتأييد كبير داخل البلاد وكذلك من الولايات المتحدة وإيران.
وقال السيستاني كذلك إنه يتعين على الحكومة توفير الفرص لنحو نصف مليون نازح في شمال العراق تركوا ديارهم هربا من هجوم قوات الدولة الإسلامية.
وقال السيستاني "أكدنا على ضرورة تحمل مسؤولية هذا الموضوع، من قبل الحكومة ووضع حلول جديدة لهذه المشكلة الإنسانية وبذل أقصى ما يمكن لإرجاع هؤلاء الإخوة إلى مناطقهم معززين مكرمين ولأن حالت الظروف الفعلية عن ذلك بسبب استمرار سيطرة هذه العصابات على مناطقهم فإن ذلك لا يعني ترك بعض الحقوق الآنية للأخوة التي لا تحتاج إلى جهد كبير من قبيل توفير الفرص الدراسية لطلبتنا الأعزاء وفي جميع المراحل الدراسية وقبولهم في المدارس والمعاهد والكليات الموجودة في المحافظات والمناطق التي نزحوا إليها."
ويشهد العراق أسوأ أعمال عنف منذ ذروة الاقتتال الطائفي في عامي 2006 و2007 إذ استولى مقاتلون من الدولة الإسلامية "داعش" على مناطق كبيرة من شمال وغرب البلاد مما اضطر مئات الألوف من السكان إلى الفرار وهددوا الأكراد في منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي.