انتشرت، في الآونة الأخيرة، ظاهرة "تحدي
دلو الركام" على مواقع التواصل الاجتماعي بين نشطاء ومشاهير فلسطينيين وعرب ومسلمين، في موجة جديدة للتضامن مع قطاع
غزة الذي تشن إسرائيل حربا عليه منذ 50 يوما.
ونشر عشرات الفلسطينيين والعرب مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرون فيها وهم يسكبون "التراب" و"قطع الحجارة الصغيرة" على أجسادهم تضامنا مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الذين هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم بسبب الغارات الجوية والمدفعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
ويقول نشطاء فلسطينيون شاركوا فيما أسموه "تحدي دلو الرمل" أو "تحدي دلو الركام"، إنهم يحاولون أن يشعروا بتلك المأساة اليومية التي يعيشها سكان قطاع غزة يوميا بسبب الحرب الإسرائيلية.
وفكرة "دلو الرمال"، مصدرها تحدي "دلو الثلج" الذي انتشر في الآونة الأخيرة، ويقوم على سكب دلو من الماء والثلج البارد جداً على رأس الشخص، كجزء من حملة للتوعية حول مرض التصلب الجانبي الضموري وجمع التبرعات لهم.
ومن أبرز النشطاء والمشاهير الذين شاركوا في "تحدي دلو الرمل" المغني الفلسطيني محمد عساف الذي قال في مقطع الفيديو الذي نشره على صفحته على "فيسبوك"، إن "هذه التجربة تحاكي الواقع الذي يعيشه أهلنا في قطاع غزة (..) أحببت أن أشارك في معاناة الأهل في غزة من خلال دلو ركام".
وأضاف عساف: "أدعو العالم إلى أن يقف إلى جانب أهلنا في غزة بإعادة إعمار القطاع، وأتمنى أن ندعم غزة بكل ما أوتينا من مقومات وبكل السبل".
وشارك في "تحدي دلو الركام" محمد كايا، مدير فرع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) في غزة، الذي قال، قبل أن يسكب على رأسه دلوا من التراب، بالقرب من مسجد هدمته الطائرات الإسرائيلية: "هذا بديل عن لعبة دلو الثلج والماء البارد (المنتشرة في الغرب)، فهؤلاء الأطفال بغزة منذ شهور تسقط على رؤوسهم القنابل ويبقون تحت الحجارة والأنقاض".
وتابع كايا: "هنا غزة، في قلب فلسطين التي يقتل أطفالها ونساؤها، بسقوط أطنان من القنابل على رؤؤسهم.. من هنا إلى العالم الإسلامي وقادته وعلماء الأمة الإسلامية هناك رسالة هامة لكم".
وقال: "نريد من العالم الإسلامي، وخاصة من زعمائهم أن يأخذوا دلوا من التراب، ويصبوه على رؤوسهم، ليشعروا بما يشعر به المظلومون هنا".
وكان أحد أكثر مقاطع الفيديو انتشارا لتحدي "دلو الركام"، يعود للممثل الأردني محمد دروزة، الذي أكد ضرورة استبدال "دلو المياه" الذي يستخدم في لعبة "تحدي دلو الثلج" بـ"دلو من الرمال" لمحاكاة معاناة أطفال غزة.
وقال دروزة: "أطفال غزة تهدم عليهم بيوتهم وهم جالسون فيها"، بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة لليوم الخمسين على التوالي.
وبدلا من دلو الرمال أو الركام، سكب نشطاء عرب على رؤوسهم دلاء من "الدماء" كفكرة جديدة للتضامن مع الفلسطينيين في غزة.
وفي المقابل، نشر إسرائيلي يعيش في إحدى البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه وهو يسكب على رأسه كمية من "روث الحيوانات" في رسالة وجهها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتجاجا على انعدام الأمن واستمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية.