واصل الإعلام الصهيوني رصد وحصر صور "الانتصار" التي حصلت عليها حركة "حماس" خلال الحرب الدائرة على
غزة.
وكتب عاموس هارئيل، المعلق العسكري في صحيفة "هارتس" أن "
إسرائيل" منحت "حماس" صورة انتصار كبيرة عندما سمحت للمستوطنين في جنوب الكيان الصهيوني بالفرار تحت وقع صواريخ وقذائف الحركة.
وعد هارئيل في مقال تحليلي نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الإثنين السلوك "الإسرائيلي" بأنه "مكافأة" لحركة "حماس"، مشيراً إلى أن "حماس" نجحت في الحصول على صورة "انتصار" في أعقاب نجاح جيش الاحتلال في تصفية ثلاثة من قادة جناحها العسكري.
وفي ذات السياق، نقلت "هارتس" عن أحد
المستوطنين المخضرمين، الذين يعيشون في جنوب الكيان مدة طويلة قوله: "ألا يكفي أن حكومتنا عاجزة عن وقف النار، وتأتي الآن وتقول إنها مستعدة لتمويل استئجار شقق سكنية في الشمال للفارين من الجنوب، إن هذا خطير".
وأضاف: "لقد أضرت الحكومة بالمعنويات الصهيونية بشكل كبير بسبب تسليمها بفرار المستوطنين، مشدداً على صعوبة التغلب على هذا الضرر.
من ناحية ثانية عرضت قنوات التلفزة الصهيونية الليلة الماضية مشاهد فرار المستوطنين من ما يعرف بـ "مستوطنات غلاف غزة"، وهم يتكدسون على عجل في حافلات تقلهم إلى وسط وشمال الكيان الصهيوني.
وفي مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة العاشرة، قالت "ميخال"، التي تقطن مستوطنة "نتيف هعسراه": "مضطرة للفرار، فلم يعد أمامي ما أبحث عنه في ظل عجز الحكومة والجيش عن وقف النار، نحن معنيون بالخلاص من هذا الواقع البائس".
من ناحيته دعا إليعازر شوستر، رئيس المجلس الاستيطاني "أشكول" إلى العمل على وقف الحرب، ولو عبر الموافقة على جميع شروط "حماس".
وفي مقابلة مع قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، قال شوستر: "لا يهمني إن كان سيبنى مطار أو يدشن ميناء في غزة، ما يهمنا استعادة الهدوء والأمن في مستوطناتنا، ليس من حق الوزراء المتعصبين أن يعترضوا على الاستجابة لمطالب حماس إن كانوا عاجزين عن إخضاعها بالقوة".
وفي سياق آخر، أكد معلقون صهاينة أن الحرب على غزة، بغض النظر عن نتائجها، قد قضت على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.
وقال المعلق السياسي رفيف دروكير، في حديث للإذاعة العبرية صباح اليوم الإثنين إن فرص بقاء نتنياهو كزعيم لحزب الليكود في الانتخابات القادمة تؤول إلى الصفر، بسبب تراجع مكانته داخل الحزب وتجرؤ قيادات الحزب على انتقاده والتقليل من شأنه.
وأضاف دروكير أن الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تنقذ نتنياهو من "موت سياسي" تتمثل في إقدامه على نفس الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون عندما انشق عن حزب الليكود وشكل حزب "كاديما".
وشدد دروكير على أنه على الرغم من أن فرص نتنياهو للإقدام على هذه الخطوة ضئيلة، إلا أنها الوحيدة التي يمكن أن تضمن مستقبله السياسي.