أكد عضو الوفد
الفلسطيني المفاوض قيس عبد الكريم، أنه يمكن العودة إلى
المفاوضات غير المباشرة في حال ردت
إسرائيل على الورقة الفلسطينية الأخيرة قبل انسحابها من طاولة المفاوضات وتصعيد عدوانها ضد قطاع
غزة.
وأضاف عبد الكريم لـ"عربي21": "أبلغنا الوسيط
المصري أننا مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات في الوقت الذي ترد فيه إسرائيل على الورقة الأخيرة التي تقدمنا بها، وأن يؤدي هذا للتوصل إلى حل، ونحن مستعدون لذلك في أي وقت تعتقد فيه مصر أن الوقت أصبح مناسبا".
جاءت تصريحات عبد الكريم بعد دعوة مصر اليوم السبت، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الموافقة على وقف إطلاق النار لأجل غير مسمى في قطاع غزة، وأن يستأنف الجانبين المفاوضات غير المباشرة برعايتها في القاهرة بهدف التوصل إلى تسوية دائمة.
وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشي يعالون قال إن هدف إسرائيل الآن إعادة حماس للمفاوضات، في ظل تصريحات لقادة إسرائيليين بتصعيد الحرب ضد القطاع.
وبعد دقائق معدودة من نشر موقع "واللا" العبري لتصريح يعالون عبر تطبيقه على الهواتف الذكية، سارع بحذف الخبر.
وقد نقلت مواقع عبرية تصريح يعالون على صفحتها، قبل أن يتدخل الرقيب العسكري ويطلب حذفه أيضا.
تصعيد لتحسين شروط التفاوض
بدورة اعتبر المحلل السياسي سامر عنبتاوي، توجه الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة محاولة لإحياء الورقة المصرية من جهة والعمل على ما بعد الاتفاق من جهة أخرى.
وقال لـ"عربي21": "نعتقد أن هناك ضغوطا واضحة من أجل العودة إلى المفاوضات.. قد يكون هناك عودة للمفاوضات ولكن بناء على موقف إسرائيلي على الأقل بوقف إطلاق النار".
وأضاف: "هناك تصعيد حاليا في محاولة من إسرائيل لقلب المعادلة بهدف تحسين شروط التفاوض من خلال إنجازات لم تستطع تحقيقها خلال المعركة، فهي تستخدم مبدأ التسويف في مفاوضات القاهرة من أجل تحقيق مكاسب أو نصر على الأرض يتعلق باغتيال قيادات محددة وإرضاء الداخل الإسرائيلي، ولكن في النهاية سيصار إلى صيغة قد تنهي العدوان ولكن ضمن رؤية ليست بالصالح الإسرائيلي وليس أيضا بتحقيق كل المطالب الفلسطينية وقد تكون بالنهاية صيغة توازن ما بين المطالب الفلسطينية والإسرائيلية".
مبادرة أمريكية
وطرحت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة جديدة خاصة بها على مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك بالتوازي مع المبادرة الأوروبية التي قدمت للمجلس قبل أيام.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، أن الاقتراح الأمريكي لوقف النار جاء في أعقاب مشروع القرار الذي تقدمت به دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والذي ينص على وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على أساس حدود 1967.
وتوقعت الإذاعة أن تشهد الأيام القريبة القادمة اجتماعات مكثفة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة كلا الاقتراحين من أجل التوصل إلى صيغة بيان مشتركة تجمع عليها جميع دول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب على غزة.
وتتحفظ إسرائيل على المبادرة الأوروبية وذلك لسببين؛ أولهما عدم وجود تفاصيل حول آلية تطبيق نظام المراقبة لمنع تعاظم قوة المقاومة العسكرية في القطاع، والثاني استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967.
ويحاول الاحتلال ربط موضوع إعادة عمار غزة بنزع سلاحها وتشكيل منظومة رقابة فعلية على أرض الوقع تمنع تعاظم المقاومة عسكرياً.
إلا أن عنبتاوي يرى أن المبادرة الأوروبية قد "تكون شكلا آخر من خلال إعفاء الجانب الإسرائيلي من أي التزامات، ووقف اطلاق النار دون شروط، وهذا خطر على المبادرة المصرية وإحياء المبادرة المصرية أفضل من أن يصدر مجلس الأمن قرارا لصالح إسرائيل".
فيما قال المحلل في الشؤون السياسية زياد الشولي لـ"عربي21"، إنه لا يمكن "قبول عودة اللقاءات التفاوضية في القاهرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دون تلبية المطلب الأساسي وهو رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة بدون قيود، والعودة بدون ذلك يعتبر انتكاسة سياسية وغيابا لإدراك خطورة المرحلة".
ويرى أن إسرائيل تلعب على وتر إفشال اللقاءات التفاوضية في القاهرة والتوجه إلى مجلس الأمن لتطبيق الفصل السابع من الميثاق الدولي نحو نزع سلاح المقاومة في غزة والضغط على قوى المقاومة للعودة للتفاوض دون فرض شروطهم، داعيا إلى عدم "الارتهان كثيرا لجهود الدول الكبرى والمجتمع الدولي لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة".