دعا الكاتب في صحيفة "
إندبندنت" ممفيس
بيكر، القراء للعب لعبة التفريق بين من هو الإرهابي وغير الإرهابي.
أولا: رئيس منتخب ديمقراطيا، وتعهد عام 2012 ليحكم باسم المواطنين - سواء صوتوا له أم لا.
ثانيا: أمير حرب متمرد لقوة جهادية صنع طريقه للسلطة من خلال الذبح، وصلب أي شخص وقف في طريقه.
و"هذا التفريق قد يكون سهلا ويجب أن يكون سهلا. الأول، هو محمد مرسي، زعيم
الإخوان المسلمين الذي أطيح بحكومته العام الماضي في انقلاب عسكري. أما الثاني فهو أبو بكر البغدادي، زعيم
داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام".
"واحد منها لا تمانع من السفر معه في نفس عربة القطار، أما الآخر فلا. وعلى ما يبدو فحكومتنا تكافح من أجل معرفة
الفرق بينهما".
ويعلق بيكر قائلا: "في نيسان/ إبريل أمرت الحكومة بالتحقيق فيما إذا كان يجب اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة "إرهابية" أم لا. فلو اعتبرت أي شخص يصلي لله ويؤمن بنوع من الوحدة بين المسجد والدولة مناسبا لقانون "الإرهاب" فعندها لديك حالة يمكن الحديث عنها، وعليك أن تتجاهل نبذ الجماعة للعنف وعقودا من العمل المدني، وعندها ستتجاهل الحقيقة أنك عندما تعتبر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فإنك في وقت واحد تسحب التصنيف على كل الملايين السلميين والمعتدلين من داعميها في كل أنحاء الشرق الأوسط".
وأخيرا "فعليك أن تتصالح مع الحقيقة وهي أن القوة الداعمة في أمريكا لتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية هي امرأة اسمها ميشيل باتشمان.. وأخيرا فقد توصل مؤلفو التقرير إلى نتيجة محتومة وهي أن الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية. وقد لا تكون نموذجا للتسامح، وبالتأكيد فقد حكم مرسي بطريقة ضعيفة، ولكنها في الوقت الحالي جماعة سلمية وتحاول الوصول لأهدافها من خلال الطرق السياسية. ولكن نشر نتائج هذا التقرير تم تأجيلها".
فحلفاؤنا في السعودية لن يرضوا بالنتيجة السلبية. فمثل النظام المصري الذي قام العام الماضي بقتل 1000 مؤيد للإخوان المسلمين كانوا عزلا إلا أن السعودية صنفت الجماعة "إرهابية" لأن شعبيتها تعتبر تهديدا على المملكة.
ويقول الكاتب: "هل ستتخذ
بريطانيا قرارا جنونيا وتصنف الإخوان كجماعة إرهابية وكيف سيكون مناسبا. فنحن بحاجة للمعتدلين المسلمين، ومعظمهم يرفض فكرة قطع رؤوس الكفار، من أجل مواجهة تأثير الجهاديين، ونحن بحاجة لوقف الشباب من الانضمام للدولة الإسلامية".
"فحملة حكومتنا على اليوتيوب لوقف هذا التهديد ما هي إلا صفير في مهب الريح".
وختم بالقول: "لو فشلنا في الاعتراف بالفرق بين حركة سياسية شرعية وجماعة مثل داعش، ما يعني أن الكثير من مؤيدي الإخوان المسلمين سيتوقفون عن العمل المدني ليتحولوا للعنف. وهذا يجب أن يكون واضحا، فمرسي ليس زعيما إرهابيا، أما البغدادي فنعم. ومن هنا فعندما نحاول الجمع بين الحركتين فما هو إلا سوء تقدير يتسم بالبشاعة".