وافق المجلس الوزاري
الإسرائيلي المصغر (
الكابينت)، مساء الأربعاء، على تمديد
التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع
غزة لمدة 72 ساعة إضافية، فيما عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض بالقاهرة إلى تل أبيب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي، نقلا عن مصادر لم تسمها، إن "الكبينت وافق على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة (إضافية) حال التزمت الفصائل الفلسطينية بذلك".
وأضافت القناة: "برغم انتقاد الوزراء وقف إطلاق النار في العلن، إلا أنهم وافقوا عليه سرا".
ولم يصدر بيان رسمي إسرائيلي يتضمن قرار الكبينت بالموافقة على تمديد اتفاق التهدئة لمدة 72 ساعة الذي بدأ مع الدقيقة الأولى من يوم الاثنين الماضي بالتوقيت المحلي لفلسطين المحتلة وغزة وينتهي مع حلول منتصف ليل الأربعاء.
في السياق ذاته، قالت القناة العاشرة بالتيلفزيون الإسرائيلي إن الوفد الإسرائيلي المفاوض في
القاهرة عاد، مساء الأربعاء، إلى تل أبيب بعد إنتهاء جولة المفاوضات هذه الليلة.
وأضافت القناة أن عودة الوفد الإسرائيلي للقاهرة مجددا تتقرر بعد التطورات التي ستشهدها الليلة، في إشارة إلى تمديد وقف إطلاق النار من عدمه.
ومنذ نحو أسبوعين، ترعى القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأ في السابع من الشهر الماضي، وأسفر عن استشهاد 1955، وإصابة أكثر من 10 آلاف من الفلسطينيين.
وبينما أسفر هذا العدوان عن مقتل 64 عسكريا و3 إسرائيليين آخرين، وإصابة حوالي 1008، بينهم 651 عسكريا و357 مدنيا، حسب بيانات رسمية إسرائيلية، تقول كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال مصدر فلسطيني إن "المخابرات المصرية طلبت رسميا من الوفد الفلسطيني في القاهرة تمديد الهدنة السارية حاليا مع إسرائيل 72 ساعة إضافية"، وأن الوفد الفسلطيني لم يرد على هذا الطلب بعد.
ولفت المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن "الوفد الفلسطيني أصر خلال الاجتماعات السابقة على رفض أي هدنة أخرى في حال عدم حدوث تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي".
أيضا، قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، قيس عبد الكريم، في وقت سابق الأربعاء إن "اليوم سيكون يوم الحسم في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، فإما اتفاق أو لا اتفاق".
على الجانب الإسرائيلي، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهارونوفيتش، إنه "غير متفائل باحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع قطاع غزة" قبيل انتهاء الهدنة منتصف الليل.
ومن جانبه، قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منتصف الليلة "فإن إسرائيل ستحافظ على استمرار الهدوء، لكن سنرد على حماس برد قاس ومؤلم إذا لم تلتزم بالهدوء".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر، مساء الأربعاء، إن الجيش "يقوم بكل الخطوات الضرورية استعدادا لعدوان حماس مع اقتراب انتهاء فترة وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة" بين الاحتلال والقطاع.
وجاءت تصريحات ليرنر في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، دون أن يضيف مزيدا من التفاصيل بشأن هذه الخطوات، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي استدعى المزيد من قوات الاحتياط، وبدأ في حشد قواته البرية على الحدود مع قطاع غزة مع اقتراب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار.
ويطرح الوفد الفلسطيني في مفاوضات القاهرة مطالب من بينها إنشاء الميناء وإعادة إنشاء المطار، إلى جانب وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر، وحقوق الصيد البحرى بعمق 12 ميلا بحريا، وإلغاء ما يسمى بالمنطقة العازلة المفروضة من إسرائيل على حدود القطاع، وإطلاق سراح أسرى "صفقة شاليط" الذين تم إعادة اعتقالهم في حزيران/ يونيو الماضي، ونواب المجلس التشريعي، وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وإعادة إعمار قطاع غزة.
أما الوفد الإسرائيلي فما زال يرفع شعار "لا مطار لا ميناء"، ويطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة، بجانب إعادة "جثتي الجنديين المفقودين".