لاحظت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الفلسطينيين في
غزة الذين لا يزالون تحت القصف منذ شهر تقريبا ولم يحظوا بالدعم العربي المطلوب.
وتحت عنوان "لامبالاة جماعية"، قالت المجلة: "إن حراكات الرأي العام بين داعمي الفلسطينيين الطبيعيين المتمثلة بإخوانهم العرب، كانت بطيئة بشكل ملاحظ للتعبير عن تضامنها معهم مقارنة بما كان في الحربين اللتين شنتهما
إسرائيل على غزة في الخمس السنوات الماضية.. فالضغط الدبلوماسي العربي لفعل شيء كان بطيئا للدفع باتجاه أي تحرك. فقط بعد شهر من الدم اجتمع قادة من أماكن أخرى من العالم العربي في القاهرة في محاولة لترتيب هدنة دائمة".
وترى المجلة أن السبب في غياب التعاطف مع الفلسطينيين متعلق بما تسميه التعب العاطفي، فهناك عدد كبير من الحروب التي يشهدها العالم العربي حتى يتعاطف العرب مع الفلسطينيين بشكل كبير.
ففي سوريا، خلفت الحرب الأهلية وراءها أكثر من 170 ألف شخص، ومات في سوريا في أسبوع واحد أكثر مما قتل في الحرب الأخيرة على غزة- 1800 أو يزيد.
وفي أثناء ذلك، تستمر القنابل بالسقوط على المدن الليبية، وفي العراق هناك حرب إبادة يقوم بها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا ضد الأيزيديين بحسب المجلة، "ومن هنا لم يكن للعرب الرغبة لشجب عدوهم إسرائيل".
أما الأمر الثاني فهو سياسي، فمنذ الانقلاب الذي قاده الجيش العام الماضي في
مصر، أكبر دولة من ناحية السكان والوسيط التقليدي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تبنى الجيش سياسة قمع شرسة ضد الإسلاميين، وقتلت الحكومة المصرية أكثر من 1400 من مؤيدي الإخوان المسلمين في العام الماضي، واعتقلت الآلاف.
وانضم حلفاء مصر مثل السعودية في حملة شيطنة الإخوان، الذين حدث أن فرعهم في فلسطين هو "حماس" التي تحكم غزة.
وفي بداية الأسابيع الأولى من الحرب، تجاهل الإعلام المصري الحرب أو ألمح إلى أن الفلسطينيين جلبوا الحرب لأنفسهم. وعلى خلاف العواصم الغربية مثل باريس ولندن ونيويورك لم تشهد العواصم العربية تظاهرات كبيرة، وهو ما يتناقض مع الموقف من الحربين السابقتين، وفق المجلة.