ما زالت قضية الشاب محمد
الحريري الذي تعرض للتعذيب على يد جبهة
النصرة في درعا تثير انتقادات النشطاء، فقد نشرت صورته وعليها أثار تعذيب واضحة بالجلد على كامل ظهره بعد اعتقاله من عناصر تابعين لجبهة النصرة من بيته الواقع في بلدة الطيبة بريف ريف درعا الشرقي.
وقد كتب الحريري حينها على صفحته عالفيس بوك ما جرى له وكيف تم اعتقاله، وذكر الرواية التالية : "دق باب بيتي وكان الباب يطرق بشكل قوي فركضت لأفتح الباب مسرعاً، وبالفعل فتحت الباب، وإذ أرى وجوهاً ملثمة ولم يتكلم معي أي أحد بكلمة واحدة وأخرجوني فورا من أمام البيت بالضرب والشتم، والإهانة كألفاظ نابية "كلب وخنزير وزنديق والخ ..." وكانوا يقولون لي من أنت يا حقير لتقوم بشتم الذات الإلهية وكبلوا يداي وراء ظهري ووضعوني داخل السيارة".
وشدد الحريري في شهادته أنه على مدى الطريق تم ضربه على ظهره ورأسه، ورغم ذلك توقع بداية أنه سيذهب إلى محكمة الكوبرا التابعة لتنظيم جبهة النصرة في المنطقة الشرقية من حوران وسيعرض على قاض، لعلمه أن القاضي لا يأخذ إلا بالإثباتات والدلائل مهما كانت التهمة".
لكن ما جرى بحسب قول الحريري وضحه في باقي روايته لما حدث معه "رموني في سجن فيه ما يقارب ستين رجلاً وانتظرت لكي يراني أحدهم، ويقول لي أنت تهمتك كذا وكذا، ولم يطلبني أحد، وطلبت من العناصر رؤية القاضي لكي أعرف ما سبب وجودي هنا، و وبعد فترة نادوا على اسمي وأخذوني ووضعوا أكياساً في رأسي، وسلاسل كانت للخلف مقفلة بقفل محكم، وأمروني بعد ذلك بالانبطاح على الأرض وما كان بعد الانبطاح إلا
الجلد من أكثر من رجل، 100 جلدة بالكبل الرباعي، وأرجعوني إلى السجن بعدما كنت قد غبت عن الوعي وخرجت بعد ذلك من السجن".
يقول الحريري إن عناصر جبهة النصرة "الذين هم من بلدته ( الطيبة)" يروجون أنه شتم الذات الإلهية لكي يسكتوا الرأي المعارض والمنتقد لاعتقاله، مؤكدا أنه لم يتلفظ بأي شيء من هذا القبيل.
ولكن أحد القيادات العسكرية في بلدة الطيبة ذكر لـ"عربي 21" أن الحريري تلفظ بشتم الذات الإلهية اكثر من مرة، وحسب وصفه أنها" ليست غريبة على الحريري"، ولكن رغم ذلك فالقيادي يرفض المعاملة والطريقة التي تصرف به عناصر النصرة مع الحريري .
وقد أثارت هذه الحادثة حينها دوامة من النقد والاتهامات تبادلتها جبهة النصرة، مع بعض ناشطي درعا، حيث اتهم بعض ناشطي درعا ما تفعله النصرة بانها "تكرر ممارسات النظام " بالتعذيب والاعتقالات التعسفية الخارجة عن القانون.