شن نشطاء
مصريون، اليوم الأحد، حملة ضد
فريد الديب محامي الرئيس الأسبق محمد حسني
مبارك، ردا على وصفه
ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بمبارك، بـ"
مؤامرة خارجية" على البلاد.
وقال الديب، خلال مرافعته في جلسة محاكمة مبارك أمس السبت، "لم يعد هناك جدل بأن ما أحاط بمصر من 25 يناير/ كانون الثاني 2011، حتى 30 يونيو/ حزيران 2013، كان حلقة من حلقات مؤامرة كبرى على المستويين الدولي والمحلى تستهدف تدمير البلد الأمين وإشاعة الفوضى والرعب وإغراق البلاد فى بحور من الدم، وفرض سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على مقدراتها وانتزاع أجزاء من أراضيها لضمها إلى دول أخرى أو لضمها لمن يخدم الصهاينة والإرهاب، إلا أن صحوة الشعب وانتفاضته ووقفة القوات المسلحة التي لولا صمودها لضاعت مصر، ومحيت هوية أبنائها، ولم تقم لهم قائمة".
نشطاء موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) دشنوا هاشتاغ بعنوان "كلمة لحسني مبارك"، شنوا فيه هجوما عنيفا علي الرئيس الأسبق، واستنكرواما قاله الديب عن ثورة يناير.
الهاشتاغ، الذي أصبح الأول في مصر خلال الساعات الأخيرة، تضمن رسائل إلى مبارك حيث كتبت هبة عماد: "أنت سبب كل حاجه (شيء) وحشه (سيء) حصلتلنا (حدثت لنا) لحد دلوقتي (حتى الآن).. ربنا ينتقم منك و? يرحمك"، وفق مراسل الأناضول.
وأضاف محمد الدمياطي: "انجازاته.. فقر، وجوع، ومرض، وفشل تعليم، وبطالة، وفرق طبقات، وانهيار ثقافي، وخصخصة".
فيما قالت أميرة يوسف: "انت كملت (أكملت) مسيرة الاحتلال في تدمير عقول الناس وانتشار التخلف والازدواجية الفكرية".
ورغم أن أغلبية المشاركين في الهاشتاغ شنوا هجوما علي مبارك، إلا أن آخرين استغلوا "الهاشتاغ" لنشر صور مبارك خلال أدائه مراسم العمرة، وخلال فترة حكمه، متبوعة بعبارات "ولا يوم من أيامك"، في حنين إلى حكمه.
كماكتب فارس عيد: "تعجز الحروف والكلمات والجمل أن تصفك وأن توفيك حقك يا فخامة الرئيس المسلم محمد حسني مبارك".
كما لاقي هاشتاغ آخر بعنوان "مسرحية الديب" و"محاكمة القرن"، انتقادات ساخرة بحق مبارك والديب، ومنها تغريدة للناشط محمود عفيفي قال فيها: "ثورة يا مبارك، ثورة يا فريد يا ديب، ثورة يا حبيب يا عادلي، 25 يناير ثورة ضد فسادكم واستبدادكم ولو كره الفاسدون".
وذكر مراسل الأناضول أنه دخل على خط الهجوم العديد من المشاهير وبينهم الإعلامي حمدي قنديل، والذي دعا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، المؤمنين بثورة يناير إلى التكاتف لتقديم بلاغ ضد الديب بتهمة "إهانة الثورة".
كما دعا إلى إعداد مرافعة مضادة لمبارك تنشر بكل الوسائل لتتذكرها الأجيال عن حقيقة الثورة.
واتفق معه الشاعر عبد الرحمن يوسف، أحد النشطاء المشاركين في ثورة يناير، وقال إن الديب "أدان" مبارك من حيث لا يدري.
وأضاف: "في لقاء تليفزيوني قديم للمحامي الديب قال بالحرف إن مبارك أول من انحاز لثورة يناير، واستجاب لمطالب الشباب، بينما اليوم يقول صراحة إن ثورة يناير مؤامرة".
وتابع متسائلا: "لماذا لا يُحاكم مبارك بتهمة الانحياز لمؤامرة ضد مصر؟".
الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (مستقلة)، قال إن كلام الديب حول أن ثورة يناير مؤامرة، يعتبر "إهانة" للدستور ويجب معاقبته على ذلك.
وأضاف، في تغريدة عبر حسابه بموقع (تويتر)،: "الدستور المصري يؤكد أن 25 يناير/ كانون الثاني ثورة عظيمة، بينما فريد الديب يذكر أنها مؤامرة، فكلام الديب يعتبر إهانة للدستور وجريمة".
الديب لم يكن أول من يعتبر أن ثورة يناير/ كانون الثاني "مؤامرة"، فقد سبقه المحامي الشهير أيضا ورئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، والذي قال في أبريل/ نيسان الماضي، إن "جميع الشرفاء زهقوا (ملوا) من 25 يناير/ كانون الثاني، التي تعد مؤامرة تعرض لها الشعب".
كما تلاه في ذات الوصف حازم عبد العظيم، رئيس لجنة الشباب السابق بحملة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي قال في يونيو/ حزيران الماضي، إن محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كشفت أن ثورة 25 يناير كانت "مؤامرة قذرة" شارك فيها المواطنون بحسن نية.
وأضاف، عبر حسابه الرسمي على موقع (تويتر): "محاكمة القرن كانت تاريخية وتوثيق قاطع، وصادمة لعبدة صنم يناير، يا بني ما حدش (لا أحد) يعبد ثورة شاركت فيها بحسن نية، ووراءها مؤامرة قذرة.. هي دي (هذه هي) الحقيقة".
ويحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال، ووزير داخليته و6 من كبار مساعدي الأخير في قضية قتل المتظاهرين، بتهم "التحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 (التي أطاحت بنظام مبارك)، وإشاعة الفوضى في البلاد، وإحداث فراغ أمني فيها".
كما يحاكم مبارك ونجلاه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية أخرى بتهم تتعلق بـ"الفساد المالي واستغلال النفوذ الرئاسي في التربح والإضرار بالمال العام وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعه عالميا"، وتعقد اليوم جلسة جديدة لإعادة محاكمتهم في تلك القضية التي تعرف إعلاميا بـ"محاكمة القرن".