قالت
صحف غربية إن حركة
حماس ستكون الرابح الأكبر من الحرب الدائرة حتى الآن في غزة بالرغم من فداحة الخسائر البشرية والمادية التي أصابت القطاع، في حين أن أكبر الخاسرين إضافة إلى
إسرائيل، هي مصر التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى للدولة العبرية.
وأشارت تلك الصحف إلى أن حماس أدارت المعركة بقدرات عسكرية وسياسية عالية مكنتها من تحقيق انتصارات عجزت عنها الدول العربية حينما كانت تواجه إسرائيل في الماضي.
براعة مقاتلي حماس
وقالت مجلة "تايم" الأمريكية إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"خرجت فائزة من حربها الثالثة على التوالي مع إسرائيل في غزة.
وأضافت "تايم" في تقرير لها الخميس، أن مقاتلي حماس أظهروا براعة في قتال الإسرائيليين فاقت بكثير
الجيوش العربية التقليدية التي لم تحارب إسرائيل منذ أربعة عقود.
وأعلنت كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" مساء الخميس أنها قتلت 131 جنديا إسرائيليا منذ بدء العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، عدا عن قتلى تفجير آليات الجيش الإسرائيلي.
بينما اعترف الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة بمقتل خمسة من جنوده مساء الخميس على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة، لترتفع بذلك حصيلة خسائره في الأوراح إلى 61 قتيلا منذ بدء الهجوم على القطاع.
وتشن إسرائيل عدوانا على قطاع غزة منذ 7 يوليو الماضي، تسببت باستشهاد 1440 فلسطينيا وجرح أكثر من 8300 آخرين، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية الخميس.
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن سمعة إسرائيل تتزايد سوءا بعد الحرب الأخيرة أمام حماس، حيث بدت أمام العالم كقوة احتلال ظالمة تقتل الأطفال وتستهدف منازل المدنيين الفلسطينيين لتغطية عجزها عن تحقيق أي انتصار على رجال المقاومة.
حرب بالوكالة
وفي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كتب ديفيد بروكس مقالا قال فيه، إن "العدوان الإسرائيلي على غزة ما هو إلا حرب بالوكالة تشتعل في القطاع".
وأشار بروكس إلى أن تركيا وقطر تدعمان حماس على أمل أن يكون لهما اليد العليا في التنافس الإقليمي مع كل من السعودية ومصر، في حين تدعم القاهرة والرياض إسرائيل سرا في إطار مواجهتهما المتواصلة مع جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل حماس فرعها الفلسطيني.
ورأت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن موقف مصر المناهض لحماس، لم يحقق للقاهرة أي مكاسب سياسية، بل جاء بنتائج عكسية حيث أدى إلى تهميش دور مصر، وأطال أمد الحرب على غزة.
وانتقدت الصحيفة في تقرير لها، الدور الذي تلعبه مصر في هذه الأزمة، قائلة إن الوسطاء الذين يحاولون تسوية أي نزاع يجب أن يتحدثوا إلى الطرفين، وليس فقط الطرف الذي يميلون إليه، في إشارة إلى تنسيق القاهرة مع تل أبيب قبل طرح المباردة المصرية وتجاهل المقاومة الفلسطينية.
وفاجأت مصر حماس بإعلانها عن مبادرة لإطلاق النار في غزة تتضمن كل مطالب إسرائيل، دون عرضها على الحركة، وعندما رفضت حماس المقترح المصري شنت مصر حملة تشويه عليها وحملتها مسؤولية نزف الدماء في غزة دون أن توجه أي لوم لإسرائيل.
وأضافت "ديلي تليغراف" أن هناك مشكلة دبلوماسية ظهرت عندما حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التنسيق مع قطر وتركيا، الداعمين لحماس، للتوصل لوقف إطلاق النار، متجنبا مصر التي اتخذت موقفا معاديا لحماس منذ البداية، وظلت على موقفها المتصلب معلنة أن مبادرتها هي نقطة البداية لأي مفاوضات لوقف إطلاق النار.
وقال بيان مشترك صادر الجمعة عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "إن كلاً من حركة حماس وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار في غزة لمدة 72 ساعة على الأقل قد تستمر لأكثر من ذلك".
كما أعلن البيان أن الجانبين وافقا أيضا على التوجه فورا إلى القاهرة، لبدء جولة من المفاوضات برعاية مصر، لبحث سبل إنهاء الحرب فى غزة.
ووجه كل من كيري وبان كى مون الشكر إلى جميع دول المنطقة والقوى الإقليمية التى لعبت دورا حيويا خلال الأزمة الحالية، مطالبين جميع الأطراف بدعم جهود الحكومة المصرية لإنهاء الحرب على غزة.
تحالف عربي رسمي ضد حماس
من جانبه، قال مراسل صحيفة نيويورك تايمز في إسرائيل ديفيد كير باتريك، "إن ظروف الحرب الإسرائيلية على غزة هذا العام تختلف تماما عن كل الحروب السابقة التي شنتها تل أبيب على أي بلد عربي".
وأوضح باتريك في تقرير له الخميس أنه "في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012 تعرضت إسرائيل لضغوط كبيرة من كل الأطراف ومن جيرانها العرب لوقف الحرب، هو ما لم يحدث هذه المرة".
وأضاف أنه "بعد الانقلاب العسكري في مصر العام الماضي، أصبحت القاهرة تقود تحالفا جديدا يقف بشكل فعلي مع إسرائيل ضد حماس ويضم عددا من الدول العربية على رأسها السعودية والإمارات والأردن، مشيرا إلى مسئولية هذا التحالف عن عدم التوصل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من 3 أسابيع من العدوان الدموي على غزة".
ونقل "باتريك" ما كتبه "ديفيد أرون ميللر"، الباحث بمعهد "ويلسون" في واشنطن حيث قال إن "خوف الدول العربية من الإخوان المسلمين تفوق على كرههم لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي" مضيفا: "لم أر موقفا مثل هذا في حياتي، يقبل فيه هذا العدد الكبير من الدول العربية تدمير غزة وموت الآلاف في مقابل التخلص من حماس".
وفي الوقت نفسه استمرت مصر في غلق معبر رفح وتدمير الأنفاق على الحدود مع غزة، لتشديد الحصار على أهالي القطاع الذين يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وسط شح في الإمدادات المعيشية وانقطاع المياه والكهرباء.