قُوبلت أغنية "ملحمة
المغرب المُشرق" المهداة للعاهل المغربي
محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لجلوسه على عرش أجداده من طرف 15 فنانا، بغير قليل من الانتقادات الساخرة والمتهكمة على كلمات الأغنية وتلحينها وتنفيذها.
الأغنية الجماعية "المغرب المُشرق" التي فُتحت لها مساحة استثنائية على قنوات الإعلام العمومي، والإذاعات الخاصة وبعض الجرائد الإلكترونية، اعتبرت عنوانا للفشل الفني بالمغرب من طرف أحد المختصين والمئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما عدها البعض الآخر لا تخرج عن إطار "التملق للملك واستجداء بعض المنافع".
ومن بين الانتقادات التي وجهت للأغنية المنتجة بمناسبة احتفالات عيد العرش بالمغرب، اعتماد مخرجها على صور مقتبسة من الأرشيف وأشرطة وثائقية، وعدم القيام بمجهود أكبر على مستوى التصوير، وكذا عدم التناسق بين ألحان الأغنية، فضلا عن موجة التعبير عن عدم الرضا تجاه الأغنية من طرف الكثير من المعلقين سواء من حيث الأداء أو بعض الوجوه النكرة التي ظهرت في الأغنية، أو كذلك من حيث تناسق الأدوار، والربط بين فقراتها ومقاطعها.
وضمن أسباب الغضب على "
الملحمة" كذلك هو أن صاحب كلماتها هو الكويتي مصعب العنزي، والذي وصفه جنيريك الأغنية في صفحتها الرسمية بسفير الأغنية المغربية، وهنا تساءل الملحن المغربي مولاي أحمد العلوي، في تصريح لـ"عربي21" بالقول "كيف يمكن لشخص غير مغربي أن يتغنى بالمغرب؟".
"الملحمة" التي سبقتها حملة إعلامية دعائية منسقة في الإعلام الرسمي وبعض المواقع، قال عنها الموسيقي أحمد العلوي إنها "لا ترقى أن تكون كلمات أغنية للأطفال، فبالأحرى التغني بالمغرب وملكه"، وزاد معربا عن أسفه للمستوى التي خرجت به تلك "الملحمة" أمام ما سبقها من دعاية.
الموسيقار المغربي، قال في التصريح ذاته، إن كتابة النص الغنائي والملاحم العربية تعتمد على أربع أُسس هم "الكلمة، اللحن، الأداء والتنفيذ"، الأمر الذي غاب في "الملحمة" ليظل الأداء هو الوحيد متميزا، بسبب تجربة عدد من الفنانين المشاركين بالملحمة.
وأبدع شباب وإعلاميون ومثقفون وحقوقيون في وسائل التهكم على "الملحمة" حيث وصفوها بملحمة العنزي نسبة إلى كاتب كلمتها مرفقين تلك التعليقات بصور للحم الماعز بعد طهيه، حيث يطلق عليه بالمغرب أيضا عبارة العنزي وينصح به للمصابين بداء السكري.
بعض الشباب الآخر اختاروا التقاط صور جماعية يرتدون فيها "تيشورت" يحمل علم فلسطين واسم غزة والقدس مطلقين عليها اسم الملحمة الإنسانية، فالإضافة إلى هاشتاقات من قبيل "ملحمة العنزي" "ملحمة الفشل". متأسفين لكون بعض الفنانين لا يجدون أي شيء حتى التملق كما كتب أحدهم.
"الملحمة" التي أخرجها منصف مالزي ولقيت ترحيب بعض من الجمهور، شارك فيها مجموعة من المغنين والممثلين ويتعلق الأمر بكل من كلمات الكويتي مصعب العنزي، ألحان وتوزيع مراد الكزناي، وأداء كل من محمود الإدريسي – عبد الفتاح الجريني – حفيظ دوزي - حاتم عمور - حاتم إدار - مراد بوريكي - محمد ريفي -نجاة عتابو - جنات - أسماء المنور - رشيدة طلال - لمياء الزايدي - وئام الدحماني.
وفيما تولى جميع الفنانين المشاركين إلى جانب ممثلين مغاربة أداء فقرة "رهن الإشارة -ذكرى عيد العرش - مغربنا مغربنا "، أكد الفنان العلوي أن كلمات "الملحمة" لا ترقى إلى مستوى النص الذي يمكن للإنسان أن يُمجد فيه مسيرة ملك المغرب محمد السادس، مضيفا أن الفنانين المشاركين كان لهم دور كبير جدا في تغطية العيوب الكثيرة التي عرفها التصوير. وزاد إن"المغرب المُشرق" ليست ملحمة كما تم تسميتُها، بل مجرد مقاطع موسيقية تم تجميعها بطريقة "المونتاج".
البعض اعتبر أن الغناء للملك محمد السادس أصبح موضة في الآونة الأخيرة ولا يخلوا من دوافع مادية، حيث قام المغني المصري هاني شاكر أيضا بإهداء أغنية للملك محمد السادس يمجده فيها ويعدد فيها مناقبه، كما سبق للفنان الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم، أن أعلن عزمه تقديم أغنية لملك المغرب غير أن المرض حال دون حضوره للدورة الأخيرة من مهرجان موازين المثير للجدل بالمغرب، كما سبق للمغني الجزائري الشاب خالد أن تلقى سكنا فاخرا هدية من الملك شرق المغرب.
الأغنية الجماعية التي حصل عدد من المشاركين فيها على أوسمة ملكية، ظهر بها أيضا بعض الوجوه الفنية والممثلين من قبيل محمد خيي، هدى الريحاني، جمال الدبوز، السعدية أزكون، كما حرصت الأغنية على أن يشارك فيها 15 فنانا وان تكون مدته 15 دقيقة في صلة بالذكرى 15 لتولي الملك محمد السادس عرش أسلافه.