دعا معلقون صهاينة دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى إعادة تقييم مسار التعامل العسكري مع حركة حماس، محذرين من التداعيات الخطيرة لفشل
الحرب التي تشنها "
إسرائيل" على القطاع.
وحذر حامي شليف، المعلق في صحيفة "هآرتس" من أن "إسرائيل" من خلال حربها على قطاع
غزة تعيد استنساخ التورط الأمريكي في فيتنام، والذي انتهى بفشل ذريع.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس الجمعة، قال شليف إن قرار إسرائيل بشأن شن حملة عسكرية على قطاع غزة يعكس التوجه التقليدي للعقلية الإسرائيلية التي تؤمن بشعار: "ما لم يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوى"، معتبراً أن العمل بهذا الشعار يفضي في كثير من الأحيان إلى
الفشل، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار قدرات الطرف الآخر وإمكانية صموده.
وأكد شليف أن حماس حققت نصراً معنوياً واضحاً عندما صمدت، رغم أن سلاح الطيران الإسرائيلي قد استنفذ تقريباً طاقته في
القصف، في حين أن حماس ستتمكن بعد أن تضع الحرب أوزارها من إظهار إسرائيل كطرف بربري لا يتقن إلا القتل والتدمير.
من ناحيته شن أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين السياسيين في قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية هجوماً كاسحاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه يتحمل المسؤولية عن اندلاع الحرب الحالية.
وخلال مشاركته في برنامج "أستوديو" السبت الذي بثته القناة الليلة الماضية، اعتبر أبراموفيتش أن قرار نتنياهو في أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة بإعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت "إسرائيل" ضمن صفقة تبادل الأسرى "كان قراراً بائساً" لأنه أحرج حماس وجعلها معنية بالحرب وطرح شروط تقلص من قدرة تل أبيب حالياً على وضع حد نهاية للحرب.
من ناحيته تساءل الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الطيران: "ماذا لو لم توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ حتى بعد انتهاء الحملة البرية المحدودة التي أعلنها رئيس الوزراء، هل يعني هذا أن نعيد احتلال قطاع غزة بأكمله".
وخلال مشاركته في نفس البرنامج، حذر بن إلياهو من خطورة سلوك نتنياهو الذي يركن لموقف نظام السيسي ويصر على طرح صيغة "الهدوء مقابل الهدوء"، وتجاهل شروط حركة حماس.
وأردف قائلاً: "يتوجب إبداء مرونة ما، لأنه لا يمكن لحماس أن توقف إطلاق النار دون الحصول على مقابل، حيث لا يمكنها أن تبرر لسكان غزة هذه التضحيات في حال كانت النتيجة أن يحصلوا على هدوء مقابل الهدوء".
ودعاء بن إلياهو إلى تحرك دبلوماسي عاجل يخرج العلاقة مع غزة من هذا الوضع الراكد، محذراً من أن الأمور يمكن أن تنعكس سلباً على "إسرائيل".
وفي سياق متصل، أكد معلق الشؤون العربية آفي سيخاروف أن الاستخبارات "الإسرائيلية" أخطأت في تقدير قوة ونوايا حماس، انطلقت من افتراض مفاده أن حماس "محطمة وستركع على ركبتيها، وفوجئت عندما ثبت العكس".
وخلال مشاركته في برنامج حواري بثته قناة التلفزة العاشرة مساء أمس، نوه سيخاروف إلى أن التقديرات الاستخبارية الخاطئة بشأن حركة حماس لم تساعد المستوى السياسي في تل أبيب على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وفي سياق متصل، قال معلق الشؤون السياسية في القناة نداف إيال، إن سلوك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مسار الحرب يعتبر "مثاليا"، مشيراً إلى أنه كان بالإمكان أن يسبب لنا الكثير من المشاكل.
وخلال مشاركته في نفس البرنامج، أضاف إيال: "كان يمكن لعباس أن يحرجنا لو عرض وقف إطلاق الصواريخ من غزة مقابل وقف الاستيطان في الضفة الغربية".
وفي سياق متصل، قال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية إن أهم نتائج الحرب على غزة هو ظهور عمق واتساع التحالف بين تل أبيب ونظام الجنرالات بزعامة السيسي.
وخلال مشاركته في برنامج "أستوديو" السبت، أردف سيغل: "لم يكن لأكثر الإسرائيليين تفاؤلاً أن يتوقع مجيء يوم بعد تفجر الثورات العربية وتصل فيه الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل إلى هذا المستوى من القوة".