اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان إسرائيل بإرهاب المنطقة من خلال قصفها قطاع غزة، وشبه سياسية إسرائيلية بهتلر، في انتقادات ستزيد على الأرجح من توتر العلاقات الهشة بين البلدين.
وانتقد أردوغان نائبة في
الكنيست الإسرائيلي، وهي على ما يبدو أيليت شاكيد العضو في حزب البيت اليهودي، وهو حزب قومي متشدد.
وقال رئيس الوزراء التركي: "قالت إمرأة إسرائيلية إنه ينبغي قتل الأمهات الفلسطينيات.. أيضا. وهي عضو في البرلمان الإسرائيلي. ما الفرق بين هذه العقلية وعقلية
هتلر".
واتهمت وسائل إعلام شاكيد الأسبوع الماضي بالتحريض على العنف بعدما نشرت مقتطفات من كتابات صحفي إسرائيلي على موقع "فيسبوك" تقول إنه ينبغي قتل "أمهات الاستشهاديين" أيضا، في إشارة إلى أمهات المقاومين الفلسطينيين.
وجاء في المقتطفات التي نشرتها: "ينبغي أن يمضين على درب أبنائهن. لا شيء أعدل من ذلك. ينبغي أن يذهبن.. وإلا فسوف ينشئن المزيد من الثعابين الصغيرة هناك"، على حد وصفها.
وأكدت متحدثة باسم شاكيد الثلاثاء نشر تلك المقتطفات، لكنها نفت أن تكون حرضت على العنف.
وقالت المتحدثة: "من غير المعقول القول إن عضو الكنيست شاكيد دعت إلى إيذاء الأبرياء. عضو الكنيست شاكيد تدين العنف بأي شكل"، على حد زعمها.
واستأنفت إسرائيل، الثلاثاء، هجومها على قطاع غزة بعد ست ساعات من فشل مبادرة لوقف إطلاق النار اقترحتها مصر.
وقال أردوغان لأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الثلاثاء "تواصل إسرائيل إرهاب المنطقة متجاهلة تماما القانون الدولي، ولا تقول لها دولة سوانا توقفي".
وأضاف: "لا يدوم استبداد للأبد.. عاجلا أو آجلا سيدفع كل مستبد الثمن.. لن يظل هذا الاستبداد دون حساب".
وهتف مؤيدو إردوغان قائلين: "
تركيا فخورة بك".
وتتوافق لغة خطاب أردوغان مع قاعدة ناخبيه المحافظين غالبا، لاسيما في الوقت الذي يسعى فيه ليكون أول رئيس تركي منتخب بشكل مباشر في الانتخابات المقررة في العاشر من آب/ أغسطس.
ومن المرجح أن يزيد القصف الإسرائيلي من جهة وتصريحات أردوغان من جهة أخرى من تعقيد العلاقات بين الجانبين، التي هوت لأدنى مستوى لها في 2010، عندما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية السفينة التركية مرمرة التي كانت ضمن قافلة مساعدات تتحدى الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وقتل عشرة أشخاص خلال الاقتحام.
وتزايدت مساعي إصلاح العلاقات في الشهور الماضية بعدما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حادثة "مرمرة"، وتعهد بدفع تعويضات في إطار عملية تقارب توسطت فيها الولايات المتحدة.
ولمّح أردوغان في وقت سابق من العام الحالي إلى أن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق.
واستشهد ما لا يقل عن 184 فلسطينيا بينهم كثير من الأطفال والنساء، منذ بدأت عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو أسبوع.