كشف مصدر رئاسي يمني بأن "زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى الرياض، جاءت بعد أن شهدت المواجهات في
عمران، تقدما للحوثيين، وسط أحاديث عن مؤامرة تحاك من قيادات النظام السابق، لإسقاط عمران نهائياً بأيدي المتمردين الحوثيين، وهذا ما أثار حفيظة الرئيس هادي، ليطلب الدعم والمساندة من السلطات السعودية".
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن أسمه، بأن" الرئيس هادي، جنّ جنونه، عند ما وصلته معلومات، تسليم قوات الأمن الخاصة، وقوات الشرطة العسكرية معسكراتها بما فيها من عتاد، للمتمردين الحوثيين، الثلاثاء، بعد أن أعطى الضوء الأخضر لقوات الاحتياط بقيادة اللواء علي بن علي الجائفي، بالتحرك لردع الحوثيين، في مديرية همدان المتاخمة للعاصمة صنعاء".
وأضاف المصدر الرئاسي لــ"عربي 21" أن "زيارة هادي الخاطفة للرياض، والتي استمرت لساعات قليلة، حظيت باستقبال شخصيات كبيرة في المملكة، بدءا بالملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومسؤولين عسكريين وأمنيين".
كما جرى خلال الزيارة، بحث التداعيات الأمنية والعسكرية، التي تشهدها مدينة عمران، حيث المواجهات الدامية بين قوات الجيش والمتمردين الحوثيين.
وقال الخبير
اليمني في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب بأن "زيارة الرئيس هادي للسعودية مرتبطة بما استجد في عمران، وكذا الخوف من تداعيات ما يجرى على مستقبله كرئيس للبلاد".
وأضاف الذهب لـ"عربي 21" أن "الرياض توجست أخيرا من تقدم الحوثيين في عمران، وتطلعهم إلى الزحف نحو العاصمة صنعاء، لقلب نظام الحكم والسيطرة على السلطة".
إلى ذلك أكد مصدر عسكري بأن محافظة عمران سقطت بيد المتمردين الحوثيين، بعد محاصرتهم للواء 310 التابع لقوات الجيش، وإحكامهم السيطرة على مواقع تابعة له ".
وأضاف لــ "عربي 21" بأن "ما حدث في عمران جاء نتيجة خيانة بعض القيادات العسكرية والأمنية، سيما قوات الأمن الخاصة، والشرطة العسكرية، التي سلمت معسكراتها للحوثيين ".
في ذات السياق دعا المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، جمال بنعمر إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية بما فيها تلك التي تدور في مدينة عمران، حيث يحاول الحوثيين إلى السيطرة على بعض المواقع في المدينة، مشددا على احترام اتفاق وقف إطلاق النار القائم حد وصف البيان.
وعبرّ بنعمر في بيان تلقت صحيفة "عربي 21 " نسخة منه، عن بالغ القلق إزاء العنف المستمر في مدينة عمران ومناطق أخرى من الشمال، حيث يتقاتل
الحوثيون ومجموعات مسلحة أخرى، ووحدات من الجيش، معرباً عن عميق أسفه للخسائر الكبيرة في الأرواح التي حدثت في الأيام الماضية
كما جدد المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن، دعمه لجهود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وشدد على حاجة كل الأطراف إلى العمل من أجل وقف نهائي للعنف من خلال عملية سياسية.
وأشار إلى ضرورة إعداد خطة سلام للشمال من خلال مفاوضات مباشرة تستند على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تدعو إلى "نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب، والأفراد التي نهبت أو تم الاستيلاء عليها، وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد". مضيفا بأن" خطة السلام هذه على نزع فتيل كافة عناصر التوتر السياسي والأمني وتمكّن الدولة من استعادة احتكارها لاستخدام القوة".
وطالب كافة الأطراف إلى التقّيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني النافذ، وقانون حقوق الإنسان، مشددا على حاجة كل الأطراف إلى تيسير وصول الجهات الإنسانية بسلام ودون عوائق من أجل إخلاء الجرحى وضمان إيصال المساعدات إلى جميع السكان المحتاجين لها.
وذّكر المستشار الخاص بقرار مجلس الأمن رقم 2140 لعام 2014، والذي وضع اليمن تحت البند السابع، ويشير ببالغ القلق إلى استمرار الانتهازيين في إذكاء الصراع في الشمال، في محاولة لتعطيل العملية الانتقالية وتقويض الحكومة اليمنية، في إشارة منه إلى الرئيس المخلوع علي صالح، لذلك فإنه يجدد الدعوة لكل الأطراف لضمان عدم تصاعد التوترات التي تؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح.