علقت صحيفة "
ديلي تلغراف" البريطانية على ظهور زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام، أبو بكر البغدادي، حيث قالت إنه وضع وجها للتهديد الذي تمثله
الخلافة الإسلامية على العالم.
وألقى البغدادي خطبة يوم الجمعة الماضية من منبر الجامع التاريخي النوري ودعا المسلمين حول العالم لتقديم الطاعة له.
وشوهد أبو بكر الذي قدم باسم الخليفة إبراهيم وهو يصعد المنبر، وينظف أسنانه بالسواك قبل أن يلقي خطبته التي امتدت لـ 20 دقيقة. ولكن ما لفت انتباه الكثيرين بالإضافة لثوبه الأسود وعمامته السوداء هي ساعة اليد، التي يعتقد أنها من ماركة رولكس سيكوندا التي تباع بـ 3.5000 جنيه استرليني.
جاء هذا في الوقت الذي بدأت سلطات
داعش في
الموصل بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في محاولة، كما تقول روث شيرلوك، تحويل الخلافة الإسلامية لواقع. وأعلن الجهاديون عن حملة لمكافحة الفساد. وأعلنت التقارير الإخبارية المحلية أن الدولة الإسلامية جاهزة كي تقوم باصدار الوثائق الرسمية والجوازات وستحاول رفع عائدات خزينة الدولة من خلال بيع النفط.
وتقول الكاتبة إن الجهاديين يحاولون تصوير البداية هذه كمحاولة لبناء "مجتمع عادل". وبحسب موظف في بنك محلي "أحضر الجهاديون محاسبين للبنك لتدقيق حساباته والتأكد من عدم وجود فساد فيه" و "طلب المسؤولون من إدارة البنك تبليغهم عن محاولات أشخاص لسحب أموال بالزعم أنهم من الجهاديين، وزودوا الإدارة برقم تلفون للإتصال".
وقال أحمد وهو أحد سكان المدينة "هناك تأكيد على النظام والقانون والذي ترك أثره على الحياة المدنية، ولا نستطيع تقديم بقشيش للعاملين في محطات البترول للقفز على الطابور".
وتقول الصحافية إن القوانين الجديدة تعكس أوامر الخليفة الجديد الذي نصب نفسه، وتقول مصادر إنه يعمل على بناء دولة ذات حكومة لإدارة المناطق الواسعة التي يسيطر التنظيم عليها، وقيل إنه عين نائبين عنه، أحدهما لإدارة "إقليم" العراق والثاني لسوريا. وخلف هذا الشكل فقد تم تعيين أفراد لأداء مهام بعينها مثل الإشراف على صناعة المتفجرات وآخر لإدارة الآلة الدعائية، وآخر للعمل الخيري وقسم للحسابات لإدارة خزينة الدولة لتي يعتقد أنها تملك مليار جنيه استرليني.
وقام مقاتلو داعش بتفكيك حواجز الجيش العراقي التي أبقت على الموصل مغلقة خلال السنوات الماضية، ونقلت عن مواطن في المدينة "لا نشعر أننا في العراق، هنا حرية كاملة" و "نستطيع وقف سياراتنا في أي مكان نريد، وإذا كانت هذه طبيعة الحياة في الدولة الإسلامية فإنني لا أمانع".
ويشير التقرير إلى أن التنظيم منذ دخوله الموصل الشهر الماضي أصدر سلسلة من القوانين التي ختمها بختم الدولة الإسلامية وحددت السلوك العام، وفرضت على النساء تغطية الرأس وعدم الخروج من البيت إلا للحاجة القصوى، وأغلقت نوادي للعبة السنوكر.
ويقول أحمد إن "سعر السجائر تضاعف ونشتري منه كميات لاعتقادنا أنهم سيمنعوه".
وفي الوقت الحالي يبدو السكان مستعدين لتحمل هذه الممارسات طالما ظلت المدينة آمنة ومستقرة. ويقول أحد السكان "شعرنا بالدهشة لتحول الموصل لخلافة، لأننا اعتقدنا أن المقاتلين يريدون الإطاحة بالمالكي". و "الآن نشاهد الرايات والأعلام تعلن أننا نعيش في دولة جديدة". ويضيف "لا نريد الانفصال عن العراق، ولكن إن كان العيش في ظل أناس يعاملوننا بشكل جيد ولا يداهمون بيوتنا، فربما كانت الفكرة جيدة".