قال رئيس المجلس الشرعي في
الجبهة الإسلامية الشيخ أبو عبد الملك إن سلسلة المواقف التي تصدر عن جماعة الدولة الإسلامية ما هي إلا عبث وتماد وغلو في الدين وإفساد في الأرض واصفا أتباعه بالخوارج.
وأضاف في رساله له أن "
الخلافة ليست أحلاما نرجِسية يعيش في ظلها العشاق الهائمون، إنما الخلافة عبادة جليلة، تحفظ أمر الأمة بضروراتها وحاجاتها على مراد الله، وتقيم الحق فيها".
وأشار إلى أن من خرج وادعى بيعة دون مشورة المسلمين فلا اعتبار لبيعته وقد عرض نفسه للهلاك، وقد حذر عمر رضي الله عنه المسلمين من أن يقيس أحدهم على بيعة الصديق فيبايعَ رجلا دون مشورة المسلمين؛ فهو قياس مع الفارق، وغصب لحقوق المسلمين".
ولفت إلى أن الشورى لا تحصل مجلس شورى تنظيم واحد دون باقي التنظيمات والجماعات المجاهدة، وإلا لزم من ذلك صحة إعلان الخليفة من أي فرد و أية جماعة مهما قل عددها وضعفت شوكتها".
وأكد أن قادة تلك العصابةِ الآثمة – في إشارة لتنظيم الدولة الإسلامية - التي "ما عرف عنها إلا سفكُ الدماء وتجاوز الحدود، والتأبي على التحاكم إلى الشريعة مع الخصوم، وواقع حال الناس أنهم لا يعرفون عين خليفتهم المزعوم، ولا عين أهل الحل والعقد الذين اختاروه، ولا عين قضاتِه ووزرائه، ولا وسيلةَ التواصل معهم، ولا معالم حكمه، لا ولا يستشار أعيان الناس ولا وجهاؤهم في أخص قضاياهم، أضف إليه عدمَ إقرار الكثيرين بانعقاد الإمامة أصلا، وبيعةَ كثيرين ممن بايعوا بتردد وتقلب يوما هنا ويوما هناك" .
وتابع: "إن الجميع يعلم بأن الشوكةَ الحاصلة الآن لجماعة خوارج الدولة شوكةٌ عابرة يغلِب على الظن زوالها، فأجواء الحرب، والانشغال بدفع الصائل، وانتشار السلاح، وارتداء البعض ثوب الجهاد لتحقيق مغانم وأخذ ثارات، ووجود عملاء وضعاف نفوس يسعون لتعميق الخلافات وإزكاء العداوات، أضف إلى ذلك الكره والضغينة التي يحملها كثير من الناس على خوارج الدولة كنتاج طبيعي لجرائمهم الشنيعة وسفك الدماء المعصومة والذي طال خيار المجاهدين وقادتهم فضلا عن وصوله إلى عامة المسلمين كل ذلك يؤدي بالضرورة إلى ضعف الشوكة، وزوالها بغلبة الظن عند أول عارض بين ليلة وضحاها، فكيف يقال بعد ذلك كله بان الأمر استتب لهؤلاء الغلاة المارقين".
وختم رئيس المجلس الشرعي في الجبهة الإسلامية: "إننا لنلمح في إعلان الخوارج خلافتهم ما لمحناه من قبلُ في إعلان دولتهم، من مكر خبيث بأهل السنة في هذه المنطقة، واقتتال فيما بينهم يذهب قوتهم و يكسر شوكتهم ويوفر لأعداء الدين كافة أنواع الذرائع للحرب على الشعوب الإسلامية وتقسيم بلادهم وثرواتهم، ليذهبوا بما بقي لها من مقومات النهوض والوثبة، فيؤخروا حصول ذلك لسنوات طويلة ويستفِزوا الأمة بإخراج ما عندها من مقدرات ناشئة قبل أوان إظهارها ونضوج ثمرتها بقصد إتلافها وإزالتها بالكلية والله المستعان".