نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" تقريرا لألكس ماكدونالند قال فيه إن تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام (
داعش) تبيع
النفط من الحقول التي احتلتها شمال العراق لحكومة بشار
الأسد في سوريا، بحسب ما قاله وزير الخارجية الفرنسي الاثنين.
ونقل التقرير عن لوران فابيوس في مؤتمر صحفي في نيودلهي قوله إن تلك المبيعات سلطت الضوء على الطبيعة "المحيرة" للصراع في تلك المنطقة.
وأضاف: "نمتلك الأدلة.. عندما سيطر داعش على النفط باعه لنظام بشار الأسد.. رسميا هما طرفان متحاربان، ولكن في الواقع يقومان غالبا بمساعدة بعضهما البعض"، وحذر من أن الوضع في العراق "مقلق جدا".
ويعتبر فابيوس الوضع بالعراق مقلق "لأنها أول مرة تقوم فيها مجموعة إرهابية أصبحت في وضع تستطيع فيه السيطرة على كل البلد.. البلد غني وهذا ما يعني عواقب وخيمة للمنطقة وللعالم"، على حد قوله.
وقالت الصحيفة إنه تم التأكد منذ فترة طويلة بأن ناشطي "داعش" في شمال شرق سوريا باعوا نفطا لحكومة الأسد من الحقول التي تسيطر عليها هناك.
وكان مصدر استخباراتي غربي قال للديلي تلغراف في كانون ثاني/ يناير الماضي إن الأسد "يدفع للنصرة لحماية أنابيب الغاز والنفط في المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشرق البلاد، والسماح بنقل النفط إلى المناطق التي يسيطرعليها النظام".
ويقول فابيوس: "نحن بدأنا نرى الآن مرافق النفط والغاز تحت سيطرة داعش"، ومعتقدا بأن "داعش" أصبح الآن أغنى منظمة متطرفة على وجه الأرض، بغنائمها التي كسبتها من البنك أو المدنيين، بالإضافة لتبرعات من الخارج، ومبيعات النفط، حيث يظن أن ثروتهم جاوزت المليارين.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقة بين حكومة الأسد ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي متوترة على مر السنين.
وأوضحت أن الأسد سمح للمقاتلين المتطرفين السنة في دخول العراق خلال الصراع الذي أعقب غزو قوات التحالف الذي قادته أمريكا للعراق عام 2003. كما أن الرئيس السوري متهم بأنه توصل إلى صفقة مع "داعش"، وذلك لتشويه سمعة المعارضة "المعتدلة" في سوريا.
ولكن الزميل المنتسب في تشاتهام هاوس ديفيد باتر، قال بأن حجم تورط "داعش" في الاتجار بالنفط مبالغ فيه، وفق ما نقله التقرير.
وقال للميدل إيست آي إن "التفاعل الأكثر أهمية بين مختلف الجماعات الثائرة في سوريا والحكومة هوالغاز الطبيعي.. وحتى هذا فهو قليل ولا أحد يحقق أرباحا هائلة من هذه التجارة.. هناك بعض الأرباح للناس الذين يبيعونه في تركيا، ولكن لا أظنه شيئا كبيرا".
وقال باتر لـ"الميدل إيست مونيتور" إن كمية النفط التي تستطيع داعش الوصول إليها في العراق هي ضئيلة بالرغم من السيطرة على أنابيب نفط وحقول نفط صغيرة، وقال: "لا أظن أنها علاقة ممنهجة، فربما كانت صفقة أو صفقتان".
وأضاف: "نظرية أن النظام السوري لعب دورا في صعود داعش قائمة منذ فترة، وهناك كم من الأدلة لدعمها.. أما عن وجود تعاون وثيق بينهما فلا أظن أنها أثبتت أبدا، ولا أرى دليلا عليها الآن.. وهذه ليست تجارة رائجة وأظن أن داعش تحصل على تمويلها بالاعتماد على النقود العراقية".
وقصفت الطائرات السورية الأسبوع الماضي اهدافا لـ"داعش" على الحدود السورية العراقية، وهذا ما رحب به المالكي.
وقال المالكي لـ"بي بي سي": "لم يكن هناك أي تنسيق، ولكن نرحب بالعملية، ونرحب بأي ضربة سورية لداعش، لأن هذه المجموعة تستهدف العراق وسوريا.. ولكننا لم نتقدم بأي طلب لسوريا.. فهم يقومون بضرباتهم، ونحن نقوم بضرباتنا، والرابح النهائي هو بلدينا".
ولا يزال "داعش" يقاتل للسيطرة على بيجي، أكبر مصفاة بترول في العراق.