قال محمد عبد الوهاب رفيقي "أبوحفص"، إن المغاربة في "
داعش" قوة عددية لا يستهان بها، لذلك
فهم يحاولون استقطاب دعاة من
المغرب للترويج لسياساتهم، في وقت هاجم فيه تنظيم "داعش" مشايخ السلفية المغاربة المفرج عنهم، واتهم
الحدوشي بدعم حركة "
النهضة التونسية"، ووصفت أبا حفص والكتاني بالمترفضين العلمانيين.
وسجل أبو حفص، الداعية السلفي المفرج عنه برفقة آخرين، في 2011، والذي أصبح فيما بعد قياديا في حزب النهضة والفضيلة المعارض، في تصريح لـ"عربي21"، أن أكبر أسباب حرص "داعش" على دعم دعاة المغرب، هو "وجود نسبة كبيرة من الشباب المغربي ضمن صفوفه".
وشدد أبو حفص، في جوابه عن سؤال بخصوص حرص "داعش" على انتزاع تأييد من دعاة المغرب، على أن ما وصفه بـ"التيار المغربي" داخل "داعش" يعد قوة عددية لا يستهان بها، وهذا التيار يحرص على الحفاظ على الولاء من خلال توظيف مواقف الدعاة المغاربة.
واعتبر أبو حفص أن الشريط إن صحت نسبته إلى "داعش" وهو بالحد الأدنى منسوب إلى المؤمنين
بأفكاره، فهو "ليس موقفا جديدا على تنظيم متطرف استباح كل المحرمات وأراق الدماء المعصومات".
وقال أبوحفص في تدوينة على صفحته الفيسبوكية، إن تنظيم "داعش" اتهمه بالكفر ونعته بالعلماني المترفض، برفقة حسن الكتاني.
تصريحات أبي حفص جاءت في سياق، إعلان تنظيم ما يسمى بـ"داعش" أو"دولة الإسلام في العراق والشام" تكفير شيوخ السلفية المغربية المفرج عنهم في 2011، وركز في هجومه على عمر الحدوشي، الذي اتمهه بموالاة "المشركين الديموقراطيين"، ودعم حركة النهضة التونسية، كما أنه وصف كلا من محمد عبد الوهاب رفيقي "أبوحفص"، وحسن الكتاني بـ"المترفضين العلمانين".
وأظهرت مقاطع شريط فيديو بثه محسوبون على فكر "داعش"، فتوى لعمر الحدوشي يدعو فيها "التونسيين" إلى دعم "حركة النهضة التونسية" في مواقفها، لأنها تواجه بقايا نظام بن علي، وتسعى إلى تقليل المفاسد، معتبرا أن "رأيها يبقى اجتهادا، وإن أخطأت فيه فهي مأجورة".
وسجل مقطع آخر قولا للحدوشي، يقول فيه إن "هؤلاء الجهال يطلبون من المرء أن يعلن أنه كان كافرا قبل أن يلتحق بهم"، معتبرا أن "هذا الفعل يتطابق مع ما كان يقوم به الحجاج بن يوسف الثقافي، حيث كان يعفو عن الناس شرط قولهم لقد كنا كفارا".
وبث الشريط الذي صدر في أواخر أيار/ مايو الماضي، مقاطع يظهر فيها الحدوشي، برفقة محمد أبو حفص رفيقي، أحد قادة السلفية الذي أصبح فيما قياديا في حزب النهضة والفضيلة المعارض، وحسن الكتاني مسؤول جمعية البصيرة، وصفهما الشريط بالمترفضين العلمانيين.
هذه التطورات جاءت بعد نشر تسريبات عن إجراء "داعش" محاولات للاتصال بالداعية السلفي المفرج عنه "عمر الحدوشي" من أجل حصولها على مبايعته للتنظيم ودعوة الناس إلى هذه البيعة.
وشددت تلك التسريبات على أن محاولات دولة العراق والشام فشلت في الوصول إلى عمر الحدوشي، وبالتالي في الحصول على مبايعته للتنظيم، ودعوة الناس إلى الالتحاق به، في خطوة ثالثة، باعتبارها نواة دولة "الخلافة".
وقالت التسريبات التي تحمل اسم "ويكيلكس البغدادي" باللغة الإنجليزية، إن محاولة الاتصال بعمر الحدوشي كانت تهدف إلى أمرين، أولا الحصول منه على "دعم صريح لدولة البغدادي"، وثانيا في حالة رفضه، يتم استدراجه إلى "مهاجمة باقي الفصائل المقاتلة لنظام بشار والعاملة على الأرض السورية".
وتابعت التسريبات التي نشرت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أن "داعش" شكلت خلية خاصة كان همها استقطاب ثلاث أسماء كبيرة، هي السعودي عبد العزيز الطريفي، والكويتي حامد العلي، والمغربي عمر الحدوشي.
وأدان الحدوشي التجسس، فيما يشبه تأكيدا للتسريبات، قائلا: "غريب أن تسمع بأن المسلم يتصل بالمشايخ يسألهم في أمر خاص ويسجلهم بدون علمه وهذا تجسس، وبعضهم يبيح لنفسه بدعوى (الحرب خدعة) نص صحيح وفهم قبيح".