أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعات
الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم، أن علاقات القيادة
المصرية الجديدة، بالسلطة الفلسطينية بدأت تضعف وأن ما يحكمها هو المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وأشار إلى أن مشاركة القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد
دحلان، و المطلوب للقضاء الفلسطيني، في فعاليات تنصيب الرئيس المصري المشير عبد الفتاح
السيسي كان عملا غير بروتوكولي، ولا ينسجم مع العلاقات السياسية المفترضة بين القاهرة ورام الله.
وأوضح قاسم في تصريحات لـ "قدس برس"، أنه لا يملك معلومات دقيقة ومفصلة عن طبيعة العلاقات التي تحكم القاهرة بمحمد دحلان، لكنه قال: "في الساحة الفلسطينية وداخل حركة فتح لا توجد شخصية يمكن الرهان عليها غير محمود
عباس على الرغم من ضعفه"، متسائلا "هل من الممكن لمصر أن تضحي بعباس لصالح محمد دحلان؟" معتقدا "أن ذلك مستبعد وربما يكون خسارة لمصر ولإسرائيل، لأن دحلان شخصية محروقة في الساحة الفلسطينية"، وفق ما يرى.
وأضاف: "إلا أن ما يثير الانتباه حقيقة، هو الرهان الخليجي على محمد دحلان، وهذا سيجعل التساؤل حول سر احتضان الخليج والقيادة المصرية لدحلان مبررا، وأنا شخصيا أرجح أن يكون الأمر له علاقة بالقواسم المشتركة بين دول الخليج والقاهرة ودحلان في مواجهة تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، فدول الخليج والقاهرة حربهم ضد الإخوان معلنة، ومحمد دحلان الذي يتمتع بشعبية أكبر بكثير من عباس في غزة موقفه من حماس، التي تمثل ذراع الإخوان في فلسطين، واضح أيضا، وهذا ما يجعل من إمكانية التقارب بين دحلان والقيادات المصرية والخليجية مبررا وواردا" بحسب قاسم.
وعلى الرغم من أن قاسم يرى بأن دحلان شخصية محروقة في فلسطين، إلا أنه يراه أكثر ذكاء من عباس، وقال: "المصريون ومعهم الأمريكيون والإسرائيليون يعرفون أن عباس شخصية ضعيفة، وهو لم يستطع ملء الفراغ الذي خلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات .. وفي هذا الإطار يعتبر محمد دحلان أكثر ذكاء من عباس".
ورأى قاسم أن "مصر لا تحتاج لعباس.. من يحتاج عباس هو إسرائيل وأمريكا، وعباس ضعيف، ومصر تعرف ذلك، وتعرف أن أسهمه في الشارع الفلسطيني تقلصت كثيرا، وأن الرجل غير متوازن ويطلق تصريحات صادمة للجميع، ولا يستطيعون التعويل عليه". على حد تعبيره.
وكانت مصادر مصرية مطلعة قد كشفت النقاب عن أن العلاقات بين الرئيس العسكري لمصر ورئيس السلطة الفلسطينية تعيش مرحلة من السوء لم تشهدها في السابق، وأشارت إلى أن القيادة المصرية رفضت طلبا من السلطة الفلسطينية بعدم استقبال دحلان، الذي شارك في مراسم تنصيب السيسي رئيسا لمصر برفقة الوفد الإماراتي، وأن هذا الرفض تبعه غضب مصري من طلب السلطة الفلسطينية عدم استقبال دحلان في القاهرة واعتبار ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية، وهو غضب اتضح في البرودة التي استقبل بها السيسي للرئيس محمود عباس، ثم لرفض القيادات المصرية بعدها استقبال موفد الرئيس عباس إلى القاهرة عزام الأحمد الذي كان من المفترض أن يبحث مستقبل التعامل مع معبر رفح بعد إعلان تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة الدكتور رامي الحمد الله.
وذكرت ذات المصادر إلى أن الملف الذي كان قد أفاض كأس العلاقات، التي وصفتها بـ "المرة" بين عباس ودحلان، والمتمثل في تشكيل اللجنة الوطنية الفلسطينية لمساعدة ضحايا المنخفض الجوي الذي تعرضت له غزة العام الماضي، والذي خلف مئات الضحايا، وهي اللجنة المشكلة من قيادات من "حماس" و"فتح" جناح محمد دحلان بأموال إماراتية قد بدأت نتائجها في الوصول إلى المتضررين من ذلك المنخفض في غزة، وهو ما من شأنه أن يلقي بظلال سوداوية ليس فقط على علاقات السلطة بمصر التي تمر عبرها هذه الأموال، وإنما أيضا حول مسار المصالحة، على اعتبار أن عباس كان قد اتهم سابقا "حماس" بالتفاهم مع دحلان ضده، كما قالت المصادر.